الغباء الحقيقى
بقلم / لميس الحو
الغباء الحقيقى لأى انسان يتجسد فى تصلب الفكر والرأى والجدل العقيم والدفاع عن الباطل بحماقة وإطلاق سهام الاتهامات على اعنتها بغير حق.
يعانى البعض فى مجتمعنا من غباء مضجع وسوء فهم شديد لكثير من الامور قد تؤدى الى كوارث حياتيه ومجتمعية وخاصة ما إذا كان البعض منهم مؤثراً فى حياة الأخرين ممن حوله بالرأى والفكر ، وفى حياتنا العادية نجد أشخاص كثيرون يتصفون بالغباء فى الكثير من تصرفاتهم وافكارهم، كشخص يجد فرصة عظيمة تغير مجرى حياته ويتركها تضيع منه بسبب سوء تقديره ، واخر يجود عليه الزمان بنعمة فيبتعد عنها ولا يقدرها ، ونجد الكثيرين يخسرون حياتهم ويفشلون فيها ، ويتسببون ايضاً فى دمار حياة الاخرين ممن يرتبطون بهم بسبب عقم افكارهم وغبائهم فى التمسك بها
فنجد مثلا ً على سبيل المثال الرجل الذى اعطاه الله الزوجة الصالحة ، المعينة على الحياة الحافظه لبيته وماله واولاده يسىء معاملتها ويقسو عليها ، ولا يشكر لها اى جميل او تضحية تقدمها من أجله ولا يقبل مشاركتها الرأى فى إتخاذ اى قرارات ، ويُسقط عليها ما به من عيوب ويتعمد اذلالها حتى يُنفرها من الحياة معه ، وكل ذلك بسبب غبائه المستحكم، ومعتقداته الفكرية التى تربى عليها ظناً منه انه هكذا تكون الرجولة، خاسر هذا الرجل، خسر حياته وضل طريقه ، واضاع سعادته من بين يديه، وجنى على أطراف أخرى ليس لها اى ذنب ، وعلى الجانب الاخر نجد المرأة التى تستبد برأيها امام زوجها وتقف له نداً بند ، تجادله على غير حق، تفرض سيطرتها عليه ، وتُسير الحياة كيفما تشاء، مستغلة ضعف شخصيته او طيبته وصبره او حكمته فى حرصه على استمرار الحياة ، حتى لا تدفع ارواح بريئة الثمن ، خاسرة ايضاً تلك المرأة بختراقها الطبيعة التى خلقها الله عليها ، وتبادلها الأدوار مع الرجل، متجاهله ان الرجل هو المسؤل الاول عن مسيرة الحياة، هو الربان قائد السفينة وعليه الا يتركها للرياح التى تهب من طبيعة المرأة المتغيرة واحاسيسها المتقلبة نتيجة تكوينها المختلف عن الرجل وتحملها لاشياء لا يقوى على تحملها الرجال كالحمل والولادة والتغيرات الفسيولوجية وتربية الاطفال واعانة الزوج على ضغوطات الحياة، وفى المقابل تحتاج منه إلى الأهتمام والاحترام والتقدير والحب ، تحتاج الى الاحتواء بكل معانيه.
ومن الغباء الشديد ايضاً فى علاقة الرجل بالمرأة ، معاملتها بندية والتقليل من شأنها والاستهانة برأيها وانتقادها بشكل دائم معوضاً بذلك احساس النقص الذى يشعر به تجاهها متناسياً انها مكرمة من رب العالمين ووصية رسولنا الكريم. ومن ناحية اخرى نجد الغباء مجسد فى معاملة المرأة للرجل بشكل مهين لرجولته واعتباره مجرد حائط تستند عليه او خزينة نقود تُنفق منها .
ومن انماط الغباء الأخرى فى المجتمع، غباء بعض الاباء والامهات فى تربية الأبناء ومعاملتهم بصور غير لائقة وغير تربوية، ومحاولة التأثير بصورة خاطئة على افكارهم ، وكذلك محاولة فرض السيطرة عليهم والتحكم فيهم وخوفهم الشديد الذى يسلب منهم شخصياتهم، ويقتل بداخلهم الثقة بالنفس واحترام الذات
ومن صور الغباء الأخرى فى التعاملات بين البشر عدم احترام الرأى الأخر، وعدم الانصات له ، والتشبث بالاراء الهدامة والمعتقدات البالية والعادات المقيدة لحرية الفكر والرأى ، ومن الغباء ايضاً فهم الاخر بصورة خاطئة، وإيجاد المبررات التى تجعله يبتعد عنه وقد تكون سعادته الأبديه معه.
تجاهل احساس صادق بتفكير خاطىء نوع من انواع الغباء المستحكم والمسيطر على العقل والمتجنب للقلب واحكامه.
من الغباء اعتقاد الشخص بأنه اذكى ممن يتعامل معه، وفى الحقيقة يكون هذا الشخص اغبى الأغبياء بكذبه الواضح وحيليه المكشوفة
الغباء هو تكرار الخطأ مرتين، والثقة فى إنسان اكثر من مرة، واعطاء الامان بلا حدود مُتناسيين اننا وسط بشر متقلب الود والشعور.
ومن صور وانماط الغباء الكثير والكثير الذى يفسد حياة الإنسان
اللهم عافينا واهدنا سواء السبيل فى التفكير والتدبير ودلنا على ما فيه الخير لنا