جرائم لا يعاقب عليها القانون بقلم / اشرف عبوده

جرائم لا يعاقب عليها القانون

بقلم / اشرف عبوده

تلك الجرائم التي قد يرتكبها أشخاص يعتبرهم المجتمع من أكثر الأشخاص طيبة وعطاء ومِصداقية، وبما أن تلك الجرائم تُرتكب في الخفاء فكثيراً ما يؤدي ذلك إلى عدم التوصّل إلى اكتشاف مُرتكبيها، وبالتالي إلى عدم إنزال العقوبة العادلة بهم … تلك هي الجرائم التي قد تُرتكب من قبل أشخاص بإمكانهم إخفاء خبايا نواياهم تحت ستار من النفور الشديد من كل ما قد يتسبب بإيذاء الآخرين.

تلك هي الجرائم التي قد تُرتكب من قبل أشخاص يملأ قلوبهم الحقد وتملأ نفوسهم الغيرة والحسد، ما يجعلهم على استعداد للإقدام ـ في الخفاء وبكل برود ـ على ارتكاب أفعال مُشينة يتم التخطيط لها سرّاً ويكون من شأنها تحطيم حياة الآخرين. وتكمُن خطورة مثل تلك الجرائم الخفيّة في صعوبة ـ وبإمكاننا أن نقول أيضاً في استحالة ـ اكتشاف فاعليها حتى من قِبل من يتعرض للأذى.

وبإمكاننا أن نورد بعض الأمثلة على ذلك:

ـ إثارة الفتن التي تؤدي إلى المساس بالشرف وإلى التشهير أو إلى تشويه السمعة.
ـ إثارة الفتن التي تؤدي إلى التفريق بين الأزواج.
ـ إثارة الفتن التي تؤدي إلى التفكّك وإلى إثارة العداوات بين أفراد العائلة الواحدة من أشقاء وشقيقات.
ـ إثارة الفتن التي تؤدي إلى الإيقاع بين الأصدقاء أو بين الشركاء في العمل.
ـ إثارة الفتن التي تؤدي إلى خسارة شخص عمله أو إلى اتهامه بعدم النزاهة، إلخ.

ومن المؤسف أن من يرتكب مثل تلك الأفعال التي لايَطالها القانون؛ إما بتلفيق الأكاذيب أو بترويج الشائعات التي تتزايد خطورتها والتي يزداد انتشارها كلما تناقلتها الألسنة؛ هم أحياناً بعض الأصدقاء الزائفين الذين يُلازمون المرء إلا أنهم قد لايتوانون مع ذلك عن طعنه من الخلف وعن التخلّي عنه عندما يُثيرهم شعور الغيرة أو التنافس غير الشريف.
هم من الأشخاص الجبناء الذين يُحاربون المرء في الخفاء والذين يُبدون له عكس ما يُضمرون.

كما أن هناك بالإضافة إلى تلك الجرائم بعض الأفعال والتصرفات التي بإمكاننا أن نطلق عليها عبارة: الإجرام السلبي ويقع الإجرام السلبي عندما يتقاعس المرء ـ وهو قادر ـ, عن المُبادرة بتصرف يوجبه الضمير والواجب، وذلك بأن يمنع ارتكاب ما يؤدي إلى التسبب بإيذاء الآخرين مادياً أو معنوياً سواء أكان ذلك التقاعس ناجماً عن جبن أم عن خوف من المسؤولية أم عن إهمال مقصود. ومن الأمثلة على ذلك:

ـ الامتناع عن الإدلاء بشهادة من شأنها إنقاذ شخص بريء من التعرّض لعقوبة قانونية.
ـ الامتناع عن مُبادرة من شأنها إنقاذ شخص من التشهير بسمعته أو من التشكيك بنزاهته.
ـ الامتناع عن منع الاعتداء على شخص.
ـ الامتناع عن إسعاف مُصاب في حادث.
ـ الامتناع عن إنقاذ شخص مُحتجز تحت الأنقاض، أو الامتناع عن المشاركة في إطفاء حريق نشب في منزل مجاور، إلخ.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *