الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب
” وأه ياضمير العالم “
لا يمكن لأى إنسان متصالح مع نفسه أن يرضى بهذه القوة الغاشمة التى تتعامل بها إسرائيل مع عزل عزة.. حجم الالم والدم والضحايا تجاوز فعلا حق الدفاع عن النفس بل وبلغ حد جرائم الحرب فلا شرعية ولا إنسانية.
وهذا ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مواجهة وزير خارجية أمريكا لأن ما يحدث تخطى حد الدفاع عن النفس.. وحسنا فعل الرئيس عندما أسرد على مسامع وزير أمريكا أكبر وأقوى دولة فى العالم بأن التاريخ يقول إن الحل هو تطبيق قرارات الأمم المتحدة بحق فلسطين فى حدودها التى رسمتها القرارات الدولية، وتأكيده على رفض تصفية القضية بالإخلاء والتهجير لأن مصر لن تسمح بذلك وأرضها ملك للمصريين وأن ذرة الرمل فى سيناء تنطق بالفداء للوطن، ومع ذلك رفضت أمريكا التصويت على قرار الهدنة الروسى في الأمم المتحدة بوقف النيران، ولم يحظ الإقتراح بعدد الأصوات المطلوبة، وأعتقد أن ذلك سيظل موقف أمريكا حتى ينفذ نتنياهو مخططه. فلا قمة ولا مساعى سلام ستردعه!
نعم مافعلته حماس كان مفاجئ ولم يتوقعه أحد ولكننا جميعا سنتكوم بناره! رغم أنه فعلا أعاد القضية الفلسطينية على مسامع العالم والأجيال الجديدة التى لا تعرف عنها شيئا.. ولكن ما أعقب ذلك من نشر صور الإقتحام وأسر السيدات والفتيات أثار حفيظة العالم، ولكن كيف للمجازر التى تنفذها إسرائيل لا تلفت نظر أحد، حتى بلغنا ذورة الجرم بقصف مستشفى المعمدان فى غزة على رؤوس المرضى من أطفال ونساء، والتى تعتبر أكبر مجزرة بعد الحرب العالمية الثانية ومذبحة مدرسة بحر البقر
ومع كل قصف ينزف الدم البرئ وتبكى الأمهات ويفزع الأطفال من أصوات المدافع، ولكن العالم مازال على موقفه حتى بعد أن وصلتهم جرائم اسرائيل ضد العزل.
لدرجة أن رئيس أمريكا تجاهل طلب صحفية استصرخته بوقف الحرب على غزة ورد عليها بأنه لا يسمعها مهما رفعت صوتها!
القضية الفلسطينية ستظل حية ولن تموت وكل طفل هو صاروخ بعيد المدى وسوف يطلق عندما تأتى الفرصة فى صدر العدو الغاشم.. كل طفل شهد العنف هو شاهد ومناضل وسيحين موعده، نعم كل أطفال فلسطين اليوم شابت رؤوسهم وفى قلبهم بذرة الثأر، موقف مصر ثابت وهو مع حق الشعب ومساعداتنا مفتوحة لكل الجرحى، وشاحنات رفح والتى جهزت فى وتنتظر العبور ستظل موصوله حتى يعود الأمان لكل فلسطينى.
اتمنى أن تصل المساعدات من مأكل ومشرب وأدوية ووقود وخيام وأغطية وأن يستفق العالم ويستشعر إنسانيته.
لقد أثلج صدرى بيان الرئيس السيسى على صفحته والذى أدان فيه مجزرة اسرائيل وقذفها عمدا مستشفى الأهلى المعمداني والذى تخطى كل ما يمكن إعتباره حق الدفاع وقوانين الحرب وشرعية الدفاع عن النفس، وكذلك إلغاء قمة عمان الرباعية والتى كان سيحضرها بايدن، وليس معنى ذلك أن نتوقف عن السعى لوقف الحرب على غزة مع إستخدام كل المتاح لنا كعرب،
شعب أعزل ليس فيه خندق واحد وحماس تباهى بكونها الرائدة فى حفر الأنفاق، فهل نستفيد من ذلك مستقبلا؟
وأه ياضمير العالم.
ويا مسهل