جريمـة الإبـادة الجماعيـة بقلم / اشرف عبوده

جريمـة الإبـادة الجماعيـة
بقلم / اشرف عبوده

 

 

تعـد جريمـة الإبـادة الجماعيـة جناية خطيـرة تهـز الأمـن والـسلم الـدوليين، ولا تنحـصر أثارهـا علـى إقلـيم الدولـة فقـط و إنمـا تمتـد أثارهـا إلـى المجتمـع الـدولي أيـضا وتطبـق عقوبتهـا باسـم الجماعـة الدوليــة، ويعـود التطـور التــاريخي لهـذه الجريمــة إلـى العـصر البــابلي وجـرى ارتكابهــا أثناء الحرب العالمية الأولى حين استعمل الألمان الغازات السامة في فرنـسا وكـذلك فـي أثنـاء الحـرب العالمية الثانية منذ عام ١٩٣٩-١٩٤٥ ومـا بعـدها ضـد الـشعب الفلـسطيني والـشعب الجزائـري، وفـي البوسنة والهرسك وبورندي وغيرها.
أن ما يجرى للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، جريمة تعد أبشع أنواع الجرائم في التاريخ الحديث، وأن هذه الجريمة كشفت غياب الضمير العالمى، فنحن أمام جريمة مكتملة الأركان بحق شعب يدافع عن حقوقه، الإعلام الدولى تجاهل حقيقة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى، عامدا متعمدا،
أن هناك أكثر من مليون فلسطينى تم تهجيرهم، ودمرت ملايين الوحدات السكنية، وأن الهدف مما يجرى بغزة هو تغيير ملامحها المعروفة، وأن قصف الاحتلال لكنيسة القديس برفيريوس، هو جريمة حرب مقصودة، هدفها إجبار الإخوة المسيحيين من غزة على ترك غزة، مؤكدًا أن الحرب الإسرائيلية تسببت في استشهاد أكثر من ألف طفل فلسطينى، منهم 350 رضيعًا
والصراع الفلسطيني الإسرائيلي مستمر منذ عقود ، قضية عمرها 100 عام ، سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة باسم فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط، في الحرب العالمية الأولى. وكانت تسكن هذه الأرض أقلية يهودية وغالبية عربية.
وقد تنامت التوترات بين الجانبين عندما أعطى المجتمع الدولي لبريطانيا مهمة تأسيس “وطن قومي” للشعب اليهودي في فلسطين، التي تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال أيضا بالنسبة للفلسطينيين العرب الذين يرون أنها أرضهم، فعارضوا هذه الخطوة.
وفي الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، وكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الديني الذي تعرضوا له في أوروبا، باحثين عن وطن في أعقاب ما عرف بالمحرقة “الهولوكوست” في الحرب العالمية الثانية. كما تنامى أيضا العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطاني في المنطقة.
في عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية. وقد وافق الزعماء اليهود على هذه الخطة التي رفضها الجانب العربي. ولم يتم تطبيقها مطلقا.
في عام 1948 ، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة. فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل. واعترض العديد من الفلسطينيين على ذلك، واندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التي قدمت إلى المنطقة.وقد نزح خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم فيما عرف بـ “النكبة”.وبعد انتهاء القتال بهدنة في العام التالي، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة.وسيطر الأردن على المنطقة التي باتت تعرف باسم “الضفة الغربية” كما سيطرت مصر على قطاع غزة.وتقاسمت القدس القوات الإسرائيلية في جانبها الغربي والقوات الأردنية في الجانب الشرقي.ونتيجة لعدم توقيع اتفاق سلام، (كلا الجانبين يلوم الأخر في ذلك)، وقعت حروب أكثر وعمليات قتالية في العقود التالية.واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية فضلا عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية في الحرب التالية في عام 1967.
وظل اللاجئون الفلسطينيون وأحفادهم في غزة والضفة الغربية، فضلا عن دول الجوار أمثال الأردن وسوريا ولبنان.ولم تسمح إسرائيل لهم أو لأحفادهم بالعودة إلى بيوتهم، إذ تقول إسرائيل إن مثل هذه العودة ستؤدي إلى أن يكتسحوا البلاد وتهدد وجودها كدولة يهودية.
وما زالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وعلى الرغم من انسحابها من غزة ما زالت الأمم المتحدة تعتبر تلك البقعة من الأرض جزءا من الأراضي المحتلة.وتقول إسرائيل إن القدس بكاملها هي عاصمتها، بينما يقول الفلسطينيون إن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم الفلسطينية المستقبلية.
وتعد الولايات المتحدة واحدة من حفنة من الدول التي اعترفت بمطالبة إسرائيل بمجمل مدينة القدس عاصمة لها.
وقد بنت إسرائيل خلال الخمسين سنة الماضية مستوطنات في هذه الأراضي، حيث يعيش الآن أكثر من 600 ألف يهودي.ويقول الفلسطينيون إن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتمثل عقبات أمام عملية السلام، بيد أن إسرائيل تنفي ذلك.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *