الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن
“الهدنة والإستحقاق الرئاسى”
مصر الآن تستعد لانتخابات أرفع منصب فى الدولة، والإستحقاق الرئاسى جاء فى وقت يحتاج فيه الشعب الى هدنة يلتقط فيها أنفاسه من وحش الأسعار وكارثة التضخم وغول التعويم.. تماما كتلك الهدنة التى يلتمسها الشعب الفلسطينى فى غزة وكافة المدن المحتلة من العدو الصهيونى المتوحش والمتعطش للدم.
الحديث عن الإستحقاق الرئاسى يعيدنا إلى معاناتنا مع الأسعار وخصوصا السلع الأساسية أو قل الإستراتيجية ونتلمس من خلال هذا الاستحقاق النظر بعين الحق إلى ضرورة كبح جماح غول الأسعار وضبط الأسواق ولو على سبيل الهدنة ليلتقط فيها البسطاء أنفاسهم بالسيطرة على الأسعار وإعادة الرشد لعقلها بتدخل حكومى رشيد،
فلا منطق لإنفلات الأسعار بهذا الشكل المؤسف ولا تبرير له حتى مع إرتفاع سعر الدولار!
والشعب الفلسطينى المنكوب يحتاج لهدنة من القصف الجوى ومن سفك الدماء وصواريخ العدو حتى يستطيع رفع الركام واستخراج الضحايا من تحت الأنقاض.
الهدنة فى مصر يحتاجها الشعب وفى فلسطين يحتاجها أيضا الشعب،
ويبقى الإستحقاق الرئاسى هو الأمل لنا فى إنضباط الأسعار ومع دعوة الناخبين للمشاركة الإيجابية بالتصويت للمرشح الرئاسى مهما كان اسم المرشح الذى تختاره، لأن المهم الآن هو فكرة المشاركة بصورة تليق بمهابة المنصب وأهميته.
الأمل فى الهدنة لإلتقاط الأنفاس سواء فى مصر وفلسطين، وإنتظار تدخل إيجابى يعيد للناس هنا وهناك.. الحق فى الحياة وفى العيش بلا خوف من شح ومن قصف.
اتمنى تحقيق الهدنة بيننا جميعا لننظر إلى الاستحقاق المستحق بالعين التى يستحقها من جدية ومهابة.. ودعوتى إلى المشاركة فى الإنتخابات الرئاسية تنطلق من هذا المنطق فلا يجب علينا التخاذل، المشاركة رسالة إيجابية للداخل والخارج، والعالم كله رغم إنحيازه لمخططات الصهيونية والتآمر علينا ينظر لانتخابات الرئاسة فى مصر ليتأكد أن موقف القيادة المصرية من الإحتلال الإسرائيلى وحرب “نتن ياهو” على غزة هو ذات نفسه تعبيرا عن موقف الشعب الذى يرفض الضغط العالمى على مصر ورئيسها ودعم منطقه من الحرب وقراراته الداعمة للقضية الفلسطينية وإيجاد حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة.. وهو نفسه موقفه من رفض إحتلال الأرض وقتل الأطفال والنساء وهدم المنشآت السكنية والصحية فى فلسطين.
ما أحوجنا جميعا لهدنة نلتقط فيها الأنفاس..
ويا مسهل.