الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن ” استحقاق رئاسى بعظمة مصر “
نعم هو استحقاق رئاسى استمر 3 ايام وكان بقدر وقيمة وعظمة مصر وشعبها وفخامة المرشحين لأرفع منصب.
شهود العيان والمراقبين الدوليين ومنظمات المجتمع المدنى العالمى والمحلى رصدوا تفاصيل الاستحاق بكل شفافية وحتى المرشحين أنفسهم، ولم يسجلوا أى خروقات تمس الانتخابات، وكان الشعب المصرى بقدر الوعى الذى أشاد به الجميع.
أنصار كل مرشح للمنصب الرفيع تحركوا بقدر سعة قوتهم، وكانت اللجان بالخارج كرنفال تأييد للمرشح الذى يدعموه، وفى داخل اللجان المرشح بورقته وقلمه وضميره، دون إملاء أو حتى تلميح،
والجميع قال كلمته بضمير ووعى يقيس قدرتنا على التحديات التى تواجهنا عالميا ومحليا وحدوديا.
جميع الأجهزة أدت واجبها بما يليق بالاستحقاق وكان الحشد الجماهيرى للمشاركة نموذجى بجهد وزارات الداخلية والعدل والادارة المحلية.
ولن تجعلنى بعض المظاهر الإحتفالية أمام اللجان أنتقص من الاستحقاق فهذا ما يمكن أن يقال عليه – الشئ لزوم الشئ – المهم أن أحد لم يمنع أحدا من التعبير عن نفسه والمرشح الذى يدعمه وتلك هى المسألة،
فلا يمكن لوم داعم يدعم مرشحه بكل السبل المتاحة والتى تفرضها العملية الإنتخابية.
حتى أداء المحافظين ومنهم طبعا د- طارق رحمى محافظة الغربية، أثناء الإنتخابات وما قبلها كان يتمحور حول المشاركة الإيجابية كحق وطنى ودستورى مستحق، ولم يسقط أحد منهم فى خطيئة التحيز لمرشح بعينه.
فى جامعة طنطا مثلا تركزت ندواتها المكثفة على الوعى بأهمية المشاركة وحتى المسيرات التى قادها الدكتور محمود ذكى رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات كانت تستهدف الحشد للمشاركة، وكل مواطن فى النهايه مع نفسه وقلمه وورقة الانتخاب يؤشر للمستحق فى رأيه، ورأيت نموذجا للديمقراطية برؤى العين من تحركات التنفيذيين ورجال الأمن وحتى المندوبين التقليديين.
نعم هو استحقاق بعظمة مصر ورئيسها، وأعتقد أن هذه التجربة لن تمحى من عقولنا، كمثل على الشفافية وأقولها ثانيا برغم كرنفالات التأييد خارج اللجان وعلى قدر الفكر والوعى خوطب المرشح فى الحضر والريف والبدو، ولكنهم جميعا ركزوا على الدعم للمرشح بما يليق بدولتنا، فلم أر خروقات ولا خروج على المألوف، فحتى مظاهر الفرح التقليدية أصبحت من مشاهد البيئة والعرف وكلها لا تمس عملية التصويت ولا تؤثر على الناخب داخل اللجان، وكان تميز قضاة مصر مناط فخر وإعتزاز، بقدر الدماثة والإبتسامة والهدوء.
دعونا نسعد بعرسنا الذى جاء بمن يستحق أن يقود الوطن فى أصعب مرحلة فنحن محاطون بالإحتقان والتوتر من كافة المناحى وأملنا كبير فى تجاوز هذه الملفات الحادة بسخونتها وخطورتها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، فعقلى وعقل كل مواطن مزدحم بالمطالب والأمنيات بداية من سوق حارتنا ونهاية بطبول الحروب ومخاطر المخططات التى تريد لنا السوء، ورغبتنا فى التغيير على أمل النهوض، أمنيات ومطالب مستحقه وننتظر الوفاء بها.
مصر استعادت لياقتها بعقول شباب شارك لاول مرة فى الإنتخابات ولها الحق فى تعظيم وتحقيق الأمل، فى مستقبل واعد نستحقه،
وتحيا مصر، ويا مسهل.