الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن:
“نقص الدواء وخطر الموت”
نقص الدواء ولا سيما أدوية الأمراض المزمنة والتى يعيش عليها مرضى القلب والسكر والغدد وحساسية الصدر والأورام السرطانية لا تحتاج للنطق بخطورتها على حياة آلاف بل ملايين المرضى والذين يعانون الآن ومنذ عدة أسابيع من آلام المرض ومضاعفاته والألم النفسى من تجاهل حل مشكلتهم من قبل الحكومة عموما،
قوائم أدوية ليست موجوده وفيها عجز صارخ فى التأمين الصحى والصيدليات الخاصة وأصبحت الشكوى تهز عنان السماء وسط صمت غريب وفشل كبير فى توفير الدواء أو حتى البديل المناسب وبسعر معقول.
بعض المرضى نجحوا فى توفير ما يلزمهم من العلاج بالتواصل مع أقاربهم فى الخارج أما الغالبية العظمى فلا أمل لهم وبعضهم أصبح بين البحث عن الدواء بالأسواق وبين مضاعفات المرض وخطر الموت يعيشون مرار وألم وبكاء على حالهم الذى أصبح سبب آخر لإصابتهم بالمرض النفسى كونهم يشعرون بعدم القيمة وأنهم أصبحوا عبء على الدنيا ويتمنون الخلاص بالموت!
خطر نقص الدواء لا يحتاج لكثير من الاستطراد فى الكلام ولا ينقصه برهان للتأكيد على تداعياته على المرض وأعراضه.. ورغم أن معظم الشركات الوطنية تنتج معظم هذه الأدوية بمصانعها والتى صرفت عليها استثمارات بالملايين إلا أنها فشلت فى سد العجز الصارخ وذلك لأسباب خارجة عن إرادتها بالطبع، وأول هذه الأسباب العملة وتوفير الدولار لجلب المادة الخام المطلوبة للتشغيل والإنتاج.
حدث النقص فى سوق الدواء بالتزامن مع حدوث زيادة مضاعفة فى سعره مما يشكل معاناة إضافية على المرضى وخصوصا كبار السن وغير القادرين على مواكبة المغالاة فى السعر الذى يتحرك بلا منطق ولا عقل!
التأمين الصحى من جهته يحرر تذاكر للمنتفعين لصرف الدواء غير الموجود فى صيدلياته ولكنه أيضا غير موجود بالسوق ويعانى المريض في رحلة بحث وفى يده تذكرة التأمين بالصرف مع الإعتذار برفض الصرف لنقص السلعة.
نحن نقبل بوجود نواقص فى أى سلعة حتى لو كانت ضرورية ولكن لا يمكن بأى حال قبول نقص الدواء لأنه علاج لملايين المرضى
فما بالك بأن نقص الدواء حدث من فترة كبيرة ولا يوجد أى جهد من الحكومة لتوفيره بالسوق وصيدليات التأمين.
اتمنى التعامل مع هذا الملف بالجدية المناسبة وعدم التبرير لنقص الدواء الضروري لعلاج المرضى وإتخاذ ما يلزم لتوفير الادوية الضرورية فالمريض يعانى فعلا سكرات الموت من مضاعفات مرضه.
هذا ملف لا يمكن السكوت عنه والتغاضى مهما كانت المبررات ويجب التعامل معه كأولوية، وكل يوم يمر والنقص موجود فهذا معناه رحيل مرضى للآخرة حيث رحمة الله وفضله!
ويا مسهل.