بين الخيال والواقع
بقلم /لميس الحو
فى مخيلة كل انسان حياة اخرى تمناها، قد صنعها بنفسه ولكنه لا يعرف الطريق إليها، وحتى ان عرف لا يستطيع الوصول إليها لأسباب قدرية، فاقدارنا مكتوبة لا محالة، بين الواقع والخيال برزخ نتمناه.
نبحر بأفكارنا فى كل ليلة بين امواج الخيال على متن سفينة الحياة، امواج ترفعنا لنعيش احلى الاوهام وامواج ترطمنا لنصطدم بواقع الحياة.
حين تخرج عن مسار حياتك وترتطم بوهم المشاعر والإحساس وايضا الاشخاص، وتفلت من مصيدة الرغبات وتفتح عيناك، فإذا بك تعود للواقع، الواقع الذى نعيشه بين رفض وقبول حينها فقط ستشعر انك معلق بين الارض والسماء فلا انت تقبل واقعك ولا تهنىء بوهمك، لذا اترك حياة الوهم مهما كانت تسعدك ، ولا تصدق ذلك الصوت الذى بداخلك، ان الحياة وردية مثالية والأشخاص من حولك نواياهم بيضاء، واجه نفسك وتخلص من زيف المشاعر، لا تتردد فى قبول نفسك وواقعك، اقبل بنفسك كما هى واسعى للأفضل دائما واعلم جيداً انك تستحق ما تتمنى، حاول مرات ومرات ولا تيأس وخوض كل المحاولات حتى وان بائت بالفشل ستصيب يوماً وتقول ها انا ذا حققت الهدف ووصلت لما اتمنى، فهل من مزيد من نجاحات الحياة التى كانت يومآ ضربا من الخيال ووهماً من الأوهام.
تقبل الاشخاص من حولك كما هم ولكن اعلم انه ليس كل من ابتسم فى وجهك احبك وليس كل من قال بحبك احبك ولا كل من تجاهلك كرهك .
تعامل مع الاشخاص بما يظهروه لك من احترام ومحبه ولا ترهق نفسك بالغوص فى النوايا فالنوايا لا يعلمها إلا الله .
انظر إلى نفسك فى المرأة وابتسم لها وكن سندا لها لانه لا سند لها إلا أنت، واكتشف ما بها من روعة وجمال ، اعتز بنفسك ولا تقبل المساومة عليها لاى سبب من الأسباب.
قدر حياتك التى منحها الله لك والنعم التى أنعم بها عليك وادفع بها إلى الأمام واترك أمرها لله فهو الاعلم بها وبالخير لها.
لا تنغمس فى الأوهام والخيال وتترك واقع قدره لك الرحمن ،تعامل معه بحب واستسلام فقد يكون لك لا عليك .
تذكر دائماً انه حتما هناك من يحبك بصدق وينظر اليك بشغف ربما لا تستطيع رؤيته فاخلع عنك غشاء الوهم لترى النعم من حولك .
استمتع بما لديك وبما أنعم الله عليك ، استشعر بالامتنان ولا تضيع عمرك تائهه فى بحر الخيال ، اكسر اغلال الوهم ولا تخسر نفسك ومن حولك من اجل اوهام .
ابدأ برؤية الواقع واجد مكانك، انظر أين أنت الآن واين تريد أن تكون، ثم ابدأ اولى الخطوات لتحقيق ما تريد وتصبوا اليه ، فطريق النجاح دائما ما يستحق عناء الوصول اليه دون ان تلتفت للماضى او تفكر فى عقبات المستقبل الأتى.
ثق بنفسك فقط واجعل لك املأ فى الله ، سيبعث لك دائماً طوق نجاه يحميك من غدر البشر، من تقلبات الزمن ، من تصاريف القدر ،حينها لن يجد الوهم طريقه اليك، وسيتحول الخيال إلى حقيقة، ستعيش الواقع بكل نجاحك الحقيقى فى الصمود امام الخيبات والنكسات والانكسارات والاوهام المزيفة .
تجاهل الوهم وتخطى الخيال وعيش الواقع تنجوا بنفسك.