الصحاب الجدعان
بقلم / أشرف عبوده
يحتاج الإنسان دائما إلى الشعور بالدعم النفسي وأنه ليس بمفرده وليس هناك من يقدم هذه الطمأنينة بوجوده سوى الأصدقاء ففي أوقات الحزن يعرفون جيدا كيف يكون السبيل إلى العون والتخفيف 0
الصداقة الحقيقية هي علاقة مودة صادقة ومحبة وإخلاص وعطف متبادل بين شخصين أو أكثر، فالصديق الحقيقي هو الكنز الذي لا يعوض، وهو الملاذ الذي نلجأ إليه وقت الضيق والشدة
إن “كلمة صديق تعطى فقط للصديق الحقيقي، أما غير الحقيقي فهو لا يندرج تحت كلمة الصداقة، قد يكون زميل عمل أو زميل دراسة أو غيرها، لكن ليس صديقا، فالصداقة مأخوذة من الصدق”.
أن “الصديق شخص تسعد وأنت تقضي وقتك معه وتعرف أن حبك له وحبه لك ليسا مشروطين، تثق به ويثق بك، تجده ويجدك وقت الحاجة، وتعذره وتسامحه ويعذرك ويسامحك على تقصيرك، يقدرك ويتفهم اختلافك ويساعدك على تطوير نفسك، ويمكنك أن تكون على طبيعتك دون تكلف أمامه، فإن لم تكن العلاقة بهذه المواصفات فهي ليست صداقة حقيقية”.
فالصديق الذي يجلب السعادة لصديقه ويفرج عنه همومه لا يأتي بالصدفة أو لأنه مرتبط معه بعلاقة عمل أو جيرة أو قرابة فقط، بل هو نتيجة اختيار وتجربة، فلا يجوز أن تترك الصداقة للصدفة حتى لا يندم الإنسان على صداقاته بعد فوات الأوان لأن الصديق رفيق للشخص في الدنيا.
الأصدقاء يدخلون حياة الإنسان ويخرجون منها، لكن هناك عدد محدود يستمر بالعلاقة لفترة طويلة، فهم يتغيرون بين الحين والآخر، وتلعب الظروف دورا في ذلك، ولا يمكن الاستخفاف بأثر الصداقة على شعور المرء بالسعادة والراحة والرضا.
إذا كنت تمتلك الأصدقاء الحقيقين فأنت غني. -الصديق الحقيقي هو من تخبره عن حالك الحقيقي، وليس الحال الذي دائماً بخير. -الصديق هو حديث الروح، هو المرجع في الكثير من الأمور. الصديق الحقيقي هو الرفيق الأطول روحاً بعد الأم في رحلة الحياة الطويلة. -هناك من يكون حضوره في حياتك علامة فارقة، وهناك من يكون علامة فارغة، -مفتاح الصداقة في الوفاء والإخلاص، فمن يخلص لك هو أعز الناس. -الصديق الوفي مثل الصحة الجيدة، لا تعرف قيمتها إلّا بعد أن تفقدها. – كلما كنت تملك أصدقاء مخلصين في الحياة ازدادت سعادتك. – لن تحتاج في حياتك أكثر من أسرة تعتني بك وصديق وفي يرافقك. -الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد: إذا تألمت اليد .. دمعت العين .. وإذا دمعت العين .. مسحتها اليد .. -الصديق الحقيقي هو من يعرف كل أخطائك، وكل شيء عنك، ولا يزال يحبك. -الصداقة تبدأ عندما تشعر أنك صادق مع الآخر، ودون أقنعة
الصداقة أمر ضروري للغاية، فالإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه العيش دون الاختلاط بالآخرين، ولا يمكنه الإنجاز إن لم يطلع على تجارب المحيطين وأهمهم الأصدقاء
أن الإنسان الواعي يستطيع توظيف كافة العناصر البشرية والمعرفية حوله ليستمد منها الطاقة الإيجابية، فيساعده ذلك على الإنجاز الشخصي وتقديم العون للآخرين كي ينجزوا ويحققوا ذواتهم
أن الصديق الإيجابي هو ذلك الذي يدفع إلى تحقيق الكثير من النجاحات والإنجازات في كافة مجالات الحياة، «الإيجابية تنتقل بالمخالطة والمجالسة، ولدي العديد من الأصدقاء الإيجابيين، وأفتقدهم بشكل كبير عندما يغيبون فترة طويلة، وبمجرد الجلوس معهم يعملون على بث الطاقة الإيجابية، التي لها دور كبير في شحذ الهمم، وتعزيز الدافعية الذاتية، ودفعها دائماً إلى الإبداع والابتكار».
يُعتبر التّفكير الإيجابي من الأمور التي تخلق قيمةً حقيقيةً وهادفةً في الحياة، وتُساعد على بناء القُدرات التي تستمر لفترةٍ طويلة مع الإنسان، وتجدر الإشارة إلى أن الإيجابية تؤثّر على العمل والصِّحة والحياة بطريقةٍ جيِّدة، فإنّ الدخول بالمشاعر الإيجابية كالفرح والرِّضا والحُب تجعل الإنسان يرى المزيد من الاحتمالات في حياته وتزيد من إحساسه بإمكانية تحقيق المزيد من النّجاحات. وعكسها المشاعر السّلبية فهي تُضيِّق العقول وتُركِّز الأفكار على نفس اللحظة، وتمنع الدِّماغ من رؤية الخيارات الأخرى المُتاحة والتي تكون سبيلاً للنّجاة
لا يعني التفكير الإيجابي أن تتجاهل مواقف الحياة المزعجة. بل المقصود بالتفكير الإيجابي أن تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية. تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
يبدأ التفكير الإيجابي دائمًا بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. ويكون بعض حديثك مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق. وقد يأتي حديث آخر إلى النفس نتيجة مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات، أو توقعات ناتجة عن أفكار المسبقة عما قد يحدث.
إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة متشائمة على الأرجح. أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي إنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.
وفى نهاية مقالي .. فكانت ولازالت فى حياتى أصدقاء لهم الأثر الايجابي الكبير فى السعادة الاجتماعية ، فما أجمل أن يكون لك صديق أو صاحب جدع، وإن كان لك أكثر من واحد فأنت محظوظ في هذه الحياة. دايمًا بدّعي ربنا إن حياتي تبقى مليانة بالناس الحنيّنة .