الشعب يريد بقلم / لميس الحو

الشعب يريد

بقلم / لميس الحو

 

 

 

الشعب يريد إسقاط النظام ، عبارة رددها الشعب المصرى منذ سنوات فى ثورة قام بها للمطالبة بإسقاط نظام الحكم بالدولة ورئيسها ، متوهماً انه سيُذهب بشياطين ، وسيأتى بملائكة من السماء تحكم الدولة المصرية ، على اية حال ليس هذا طرح المقال ، ولكن المقصود هنا هو أنه أليس من الأحرى ان يطالب الشعب بإسقاط كل ما يُحدث خلل فى نظام المجتمع ، ويهدد كيانه، ويشوه صورته ، ويُنخور كالسوس فى بنائه واساسه ، ويطيح بثقافته وعراقته وتاريخه لتحل محلها ثقافة بالية، تُخرب العقول ، وتُضعف النفوس ، وتُهدم البيوت ، وتُهدر القيم الأنسانية والدينية والأخلاقية والمبادىء والمثل التى كانت متأصلة فى المجتمع المصرى منذ القدم.
أليس من الاحرى ان يطالب الشعب المصرى بإسقاط الوان الفساد التى تُدمر المجتمع، كالفن الهابط سواء فى التمثيل او الغناء ، وما يمثلونه من أشخاص يُعتبرون شرزمة ضالة وخلايا سرطانية توغلت فى أعماق المجتمع ، أردت الذوق العام ، واطاحت به أرضاً ، وللأسف الشديد تربت الأجيال الصاعدة على تلك الأغانى الهابطة والأفلام الساقطة والموسيقى الصاخبة والكلمات المقززة ، أمثال حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال وويجز وشيبة ومحمد رمضان وغيرهم .
من هؤلاء لكى نقيم لهم وزناً ونسمح لهم بتدمير أجيال كاملة من الأطفال والشباب ، بناة الوطن ، سيدات ورجال الغد ، أباء وأمهات المستقبل ، وبدلاً من إسقاطهم نجد الكثيرون يصفقون لهم ، ويستمعون لأغانيهم، ويُروجون لها ويتابعون اخبارهم ويدخلون فى تفاصيل حياتهم التافهه وتصرفاتهم السفيهه مما يساعد على انتشارهم وتوغلهم اكثر فى المجتمع ، وعلى صعيد اخر من الفن المصرى، نجد السادة فنانى مصر وسفرائها فى الدول العربية، يستعرضون بأزيائهم العارية وفنهم المتدنى، ويقف الكثيرون ايضاً متفرجين فخورين بهم ، ومتابعين للبعض منهم على آفة من آفات السوشيال ميديا تسمى التيك توك ، مشجعين لفديوهاتهم وسقطاتهم.
ألسنا مخطئين فى حق أنفسنا ، ألسنا السبب فى إعطائهم كامل الفرص لتكوين ثروات هائلة والتمتع بالغنى الفاحش، والاستفادة من موارد الدولة وتقدمها وتوسعها فى التشييد والبناء، دون ان يكون للمواطنين البسطاء او حتى متوسطى الحال نصيب من خيرات بلادهم، ولاحصاد لهم سوى الفقر والغلاء المتفشى فى جميع السلع والمنتجات.
أليس من الاحرى ان يطالب الشعب بحقه من هؤلاء الذين يتربحون الأموال من التفاهات، وكل مايُخدش الحياء، ويؤثر بالسلب على المجتمع المصرى.
أليس من الاحرى ان يُطالب الشعب بإسقاط كل من هو فاسد فى مجال عمله الخدمى الموكل له لخدمة المواطن وتوفير سبل المعيشة الكريمة له .
إلى متى الصمت والتغافل عن أخطاء الأخرين ، إلى متى الصمت امام استغلال التجار الجشعين ، امام انعدام ضمير المسؤلين إلى متى قلة الوعى والتجاهل لما نحن فيه ومقبلين عليه من إنهيار اخلاقى وسلبية فى كل امور الحياة ، إلى أن أصبح ينطبق علينا قول المتنبى ” يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ” وقول الإمام الشافعى ” تموت الأسد فى الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب، وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب “

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *