الدعاء وحده لايكفى بقلم / جابر سركيس

الدعاء وحده لايكفى

بقلم / جابر سركيس

اتصل بى منذ قليل
– مش فاكرنى؟
– ازاى مش فاكرك وأنا ارسل لك كل جديد فى برنامج مسرح ٢٣ يوليو ع الواتس
– ايوه، مانا حضرت المسرحية الاخيرة، المصحة
– جميل، وعجبتك؟
– جدا
– انا تعبان يااستاذ جابر
– حبيبى ألف سلامة عليك
– جالى المرض الوحش
– لا، الف مليون سلامة عليك
– وكشفت؟
– آه،  اخدت أربع جلسات كيماوى حتى الآن
كان نفسى يكون عندى وقت وعمر أحضر بروفات المسرح، وأشارك وامثل
ياحبيبى، الف مليون سلامة عليك، باذن الله ربنا قادر إنه يشفيك، وتحضر معانا

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
هذه كانت مكالمة مع شاب لم يتجاوز العشرين من عمره تقريبا، ارسله لى أحد أبناء المنطقة التى اسكن فيها لا ساعده فى الانضمام لفرقة مسرحية فى المحلة، جلست معه طويلا واتفقت معه على مواعيد حضور بروفات الفرقة ، وانتظرت كثيرا لكنه لم يحضر
وحين قابلته وسألته عن سبب عدم حضوره، قال لى، الشغل يااستاذ ١٢ ساعة يوميا وبروح مهدود
– شغال فين
– فى محل كشرى مشهور فى المحلة.
فى كل مره أقابل،، زكى،، أسير معه حتى يفترق الطريق
تجذبنى طيبته الجميلة الصافية، ودائما ارسل له برنامج المسرح عسى إن يجد وقتا للحضور ودائما إنتظر حضوره
حتى فاجانى اليوم باتصاله واخبرنى بمرضه الخطير
وفاجانى أكثر بوفاة والدته من شهر.
====
كتبت هذا على صفحتى على الفيس بوك من عامين تقريبا ،. كانت معظم التعليقات التى وصلت إلى 141 تعليقا اقتصرت على الدعاء بالشفاء، والتعبير عن الأسى والحزن، وهذا أمر طيب وجميل لكن هل الدعاء وحده يساعد فى علاج مريض؟ بالطبع لا، لكن هذا ماعتاد عليه معظم الناس دون القيام بعمل حقيقى يساعد فى علاج مريض أو إنسان فى أزمة أيا كانت هذه الأزمة.، وكأننا بهذا الدعاء قد أدينا ما علينا ويبقى مصير زكى وغير زكى بين يدى الله.
أتذكر فيديو اعجبنى ، شاهدته لأحد الناس مما كانوا يطلقون عليهم داعية أو شيخ، يقول لا تدعو لغزة
ويؤكد طلبه بما يثير الدهشه والاستغراب لدى مستمعية، مافيش حد يدعو لغزة، ويظل يردد طلبه بعدم الدعاء لغزة مرات مع تغيير فى نبرة الصوت فى كل مرة، وفى كل مرة تزداد دهشة الناس، حتى أوضح لهم لماذا يطلب منهم ومن كل إنسان عدم الدعاء لغزة ولاهالينا فى غزة، وكانت إجابته وتفسيره، إننا حين ندعو لغزة، نشعر إننا قد أدينا ما علينا من واجب، وارحنا ضمائرنا تجاه مايحدث لغزة ولأهلها من معاناة وقتل ومجاعة من الة الحرب الصهيونية، الامر إذن يجب أن لا يقتصر على الدعاء لغزة بل علينا كأفراد وشعوب ودول عربية وإسلامية إن نقدم كل اشكال الدعم المادى والمعنوى فى مواجهة عدو يتلقى الدعم على مدار الساعه من الولايات المتحدة ومن دول أوربا الغربية
وعلينا ايضا إن لانكتفى بالدعاء لذكى ولغير ذكى وهم كثر لكن علينا ايضا كأفراد ومؤسسات مجتمع مدنى ودوله إن يكون للفقراء نصيب عادل من العلاج والرعاية الصحية حتى لا يموتون كمدا وألما وحزنا امام عجز وقلة حيلة أهاليهم