كحلها عماها
بقلم / على الشرقاوى
الكاتب الكبير الأستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق اقنعنا بما لا يدع مجالا للشك انه لا عجب فيما آل إليه حال الثقافة والمثقفين فى بلدنا الصامتة .
ففى حوار له مع الإعلامي نشأت الديهى لبس سيادته درع المدافع عن الإسلام وياليته ما فعل .
فقد ذكر فيما يبدو للغير مدرك ما بين سطوره انه مدافع عن الإسلام حيث قال انه لم يفرض على المصريين لا دين ولا لغة بالسلاح . وإنما حدث ذلك حينما تم تعريب الدواوين الحكومية فى عهد الخلفاء و الولاة المتتابعين على مصر و حينما تم قصر بعض الوظائف على المسلمين فقط الأمر الذى دفع البعض للدخول فى الإسلام طمعا فى وظيفة
هل هذا يعقل يترك احد دينه من أجل وظيفة ، ومن ثم تحول كل شيئ فى مصر إلى اللغة العربية و هكذا أنتشر الاسلام !
ماهذا الهراء الذى لا يتفوه به الا طفل شاهد مسلسل كرتونى عن تاريخ كتبه احد المزورين .
يا سيدى مصر لها وضع مختلف تماما
فمصر دولة عربية منذ فجر التاريخ
لن أحدثك عن تاريخ ما قبل الطوفان والنبى إدريس المصرى ثم قوم عاد ولكن فيما بعد
تذكر معى ان الخليل إبراهيم جاء الى مصر و درس بمدارسها ، وتذكر معى ايضا انه تزوج من إحدى أميراتها وانجب منها ابو العرب إسماعيل الذى تزوج هو ايضا بإحد بنات أخواله قبيلتى ” جرهم والعماليق ”
أكان النبى ابراهيم يتحدث ومعه مترجم لهاجر المصرية ، هل علمت هاجر ابنها اسماعيل لغة هيروغليفية ؟ اى عجب تتخيلون ؟!
تزوج اسماعيل بمكة من إحدى بنات قبائل مصر التى كانت تمر بمكة للتجارة . ولن
لن أحدثك عن يوسف الصديق واخوته فى مصر حتى خروج بنى إسرائيل مع موسى الكليم أكانو يتحدثون هم ايضا لغة خرى عبرية مثلا ؟ لا والله فحتى وان كان هذا ممكن ان يكون قد.حدث وهذا غير منطقي لانه لابد لهم كبدو من التحدث بلغة اهل البلد التى يأتون اليها.للتجارة فضلا عن انهم ظلو فى مصر سنوات كُثر فلابد انهم كانو يتحدثون لغة اهل مصر حتى ان موسى نفسه مصري المولد واللغة وان كان دينه التوحيد مخالف لفرعون الكافر ” الغير مصرى ”
فمصر بلد التوحيد منذ القدم وتعلم قدر رسالات الله وقدر انبيائه عبر التاريخ .
نعود مرة اخرى لمصر فيما قبل دخول الإسلام
نعم الإسلام لم يدخلها بسيف وإنما بناء على طلب المصريين أنفسهم للتخلص من ظلم الرومان الأقرب فى دينهم للوثنية منهم للمسيحية السمحة لذلك وجد مسيحيو مصر فى سماحة الإسلام ما يضمن لهم حريتهم التى فقدوها تحت احتلال الرومان فدخل فى الإسلام من دخل وبقى على مسيحيته حتى يومنا هذا من بقى . فالأسلام سيدى لم يضيق ابدا الخناق على اهل دين بمنعهم من وظائف ولم يُجبر احد على التحدث بلغة غير لغته التى ولد بها وتحدث بها وحتى رأى بها أحلامه . والا لماذ لم يتم تعريب طقوس الكنيسة .
مصر يا حضرات تتحدث لغتها كما هى منذ فجر التاريخ وحتى اليوم الذى اكتب لكم هذا المقال وتقرأه انت وإن كانت تطورت حتى صارت كما نتحدثها اليوم فى كلامنا
ولكنها كانت تكتب برموز اطلق عليها المستشرقون والمستعمرون فيما بعد هيروغليفية اى أنها هى تكتب بهذه الرموز ولكن تنطق عربية .
وفى محاولة لإعمال العقل قليلا والخروج من التابوت الذى اغلقه علينا عمدا شمبليون طبيب الحملة والفرنسيين والانجليز وكل من جاء يحتك بحضارتنا المعجزة اطرح عليكم سؤال اخر . الإسلام دخل أيهما أسبق مصر ام بلاد فارس ” ايران”
الإجابة بلا شك بلاد فارس ونعلم جميعا ما حدث فى القادسية وحروب المسلمين مع الفرس لدخول بلاد ما وراء النهر فى الوقت الذى لم يذكر التاريخ ان هناك معركة دارت بين المسلمين وبين مصرى قبطى واحد بل كانت ضد الرومان الغاصبين و كلنا نعلم القصة حينما ضرب ابن عمرو بن العاص القبطى فسافر للمدينة شاكيا لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونعلم ماذا فعل لإنصافه وأخذ حقه من ” إبن الأكرمين “. ثم انه لم يكن المصرى يحدثه بلغة ومعه مترجم يا ساده الا تعقلون
أليس من المفترض ان بلاد فارس أقرب لبلاد العرب والمسلمين من مصر ودخلها الإسلام اولاً فلماذا لم تتحدث العربية وهى لغة القرأن فى الوقت الذى يكتبون بحروف عربية وينطقون أوردى وتتحدث مصر عربية فصيحة وهى على مافى خيالكم كانت تتحدث لغة هيروغليفية كما تسمونها
مصر يا سادة لم تكن لها لغة غير ما هى عليه الآن مصر عربية شاء من شاء وأبى من أبى فهذا المذكور فى كتاب محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .فلتصححو معلوماتكم التاريخية والدينية والأنثربوليجيا وتبحثو فى ارض مصر العامرة التى يظهر الحق جليا من أرضها كل يوم ومن جينات وملامح أهلها كما الشمس ولا ينكر نور الشمس الا من فقد بصره بمعلومات مغلوطة وسموم تلقها ممن ارادو تزوير التاريخ ليضاد ما جاء به وحى السماء