الجريمة المقدسة فى المدينة المكدسة
بقلم / على الشرقاوى
اعلم يقينا اننى اضع نفسى فى مرمى الجميع ورغم انى اجدنى غير مستعدا للرجم أو حتى تحمله إلا أننى مضطر
فما أصعب الكتمان
ففى كل يوم وفى كل تعامل سواء فى مواصلة او بيع وشراء نرى تلك المشاهد تتكرر أمامنا وكأننا احد المشاركين في فيلم أبطاله إما بلطجى او مدمن ممن إتخذ سفهاء المشاهير قدوة له
فبلا خجل ولا مواراة او تجميل وبعيداً عن دفن رؤسنا فى الرمال أقول نحن اصبحنا فى حاجة الأن الى” الجريمة المقدسة ”
من منا لا يعلمها .
نمر عليها فى قصة موسى الكليم مع العبد الصالح و بعدما تعجبنا فى اول مرة عند معرفتنا لها ونحن احداث صغار تبددت الدهشة وزال العجب بعدما سلمنا بأن هذا لم يكن ليحدث إلا بوحى وإلهام ومشيئة و إرادة إلهية
انا لا اتحدث عن اعادة بزوغ فكرة اليوجينيا و بلورة مصطلح الإنتخاب الطبيعى قدر ما ارجو ظهور المستبد المستنير الذى يقضى بصورة تقترب من القداسة كأن يجمع كل ما لا يُقبل فى مجتمعاتنا من أخلاقيات مرفوضة مثل ” فساد . رشوة . محسوبية . ربا . سرقة . إهمال . إدمان . بلطجة ” ووضعها فى بُوْتَقة ينصهر بداخلها هؤلاء المتشبعون بتلك الخصال الذميمة والساعون على نقلها للغير ليخرج منها اللُّجَيْنُ المحمود وأما الخبث الباقى من هذا المنصهر فلا يخرج حتى يتبخر كأن لم يكن
سمعنا أن هناك مجتمعات ودول تقوم بإعدام المرتشى او تاجر المخدرات او البلطجى
فهل هذه المجتمعات همجية لا أظن فهى على درجة عالية من التقدم .
لقد شُرع العقاب لترهيب المذنبين وتلقينهم درسا لا يُنسى كى لا يعودو للخطأ والخطيئة
ولكن كيف يكون العقاب ؟
هل العقاب يكون بالنفى ؟
الإجابة بالقطع ، لا .
فمما لا شك فيه ان الثمرة الفاسدة إن نقلتها لمكان جديد لن يمنع ذلك من فسادها بل ستنشر ما بها من مرض لباقى الثمار وحتى للوسط الجديد المحيط بها كله .
إذن هل يكون بالحبس وإعادة تأهيلهم
اعتقد ان الاجابة ستتكرر مرة اخرى ” لا ”
فمما لا جدال فيه ان حتى هواة الإجرام فى الغالب يحترفونه بعد فترة عقابهم فى السجون وعبارة السجن إصلاح وتهذيب و تأهيل لا تتعدى كونها جملة لزرع الأمل فى نفوس الصالحين بأنه ليس بالضرورة يجب علينا التخلص من المخطئين بل نعطيهم فرصة أخرى ولكنها قد تكون فى الغالب فرصة لإبتكار طرق جديدة للجريمة والإلتفاف حول القواعد والقوانين
ولنتذكر ان المثل الشهير ” ياما فى الحبس مظاليم ” و الذى تعلمناه من أفلام السينما القديمة ليس قاعدة عامة والأصح نقول قد يكون فى الحبس قليل من المظاليم
فما الحل إذن ؟
سأتقمص شخصية المذيع الرياضى صاحب العبارات الرنانة واقول
من وجهة نظرى التى ليس لها قيمة على الإطلاق
الحل ببساطة هو البتر
التخلص من العضو الفاسد فى المجتمع .
ليس بإبعاده لفترة بل للأبد .
فبعض المرتشون و من قضو حتى عقوبات جنائية عادو لأعمالهم واستمرو فى إفساد ما أمكنهم إفساده
ماذا لو جمعنا كل بلطجى وخارج على القانون ووضعناهم فى صحراء محاطة بجدار ساعتها سنسميه قطعا جدار عادل وليس جدار عازل لانه فصل بين الصالح والطالح بعدل وقوة
فلنستمر فى التخيل هل سيبدع هؤلاء المدمنين على المخدرات والسرقة والبلطجة ويحولو تلك الصحراء الى واحة
لا ارى هذا احد الإحتمالات المرشحة ولكنهم حتما سيتصارعون ويتقاتلون ويموج بعضهم فى بعض كمن بنا عليهم ذو القرنين سدا
لعزلهم و منعهم عن الأخيار .
هل سيخرج منهم فى يوم من الأيام عبقرى ام انهم كقوم نوح الذين وصفهم قائلا ” إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ”
فإن كنا نحلم بمدينة فاضلة فيجب ان يكون سكانها اولا فُضَلاءُ وإلا سنكون كمن يحاول منع طوفان بإقامة ردم ترابى هش يغلقه من ناحية فيُفتح عليه من ناحية أخرى
الحل بقوة وجراءة التخلص من الفاسدين
فليس كل مذنب يعاد تأهيله يصلح للعودة
فما ينفع الزجاج المكسور لصقه
ولنتذكر ان الجنة فقط هى التى يسمح الله فيها برحمته بدخول من نال قسطا من النار بعدما يُنسيه انه قد ذاق يوما العذاب
وفى النهاية إن لم تتفق معى تماما فلا تلعنى ولكن تمنى لى الهداية فقد اكون مخطئا بعض الشيئ