أوكار المخدرات فى قلب الشوارع دون رقيب أمنى .. ضياع هيبة الحكومة بسبب افراح الشوارع
الأفراح الشعبية”.. قبلة المسجلين والعاطلين والبلطجية.. “دولاب” مخدرات مجانى للمعازيم
هوس الأفراح الشعبية، ظاهرة تحولت إلى أوكار للجنس والمخدرات، خارجون على القانون وعاطلون ومسجلون خطر أبرز روادها وقانونها البلطجة وصوت السلاح الناري، دخان البانجو وحشيش المساطيل والبيرة ،أوكار المخدرات فى قلب الشوارع دون رقيب أمنى “أفراح الجمعيات”.. “كوشة” بدون عرسان وراقصات بملابس عارية و”بيزنس النقطة كاس وداير”.. الفرح الشعبى الذى تحول لبيزنس يتبارى المشاركون فيه فى سداد دينهم، أو جمع المبلغ المطلوب فى كراسة «النقطة». يستمر فيها الفرح حتى الفجر تقريبًا، يوجد بها العديد من المخالفات من سرقة كهرباء، ونشاط عمل بائعى المخدرات، والخروج على الآداب العامة، وذلك دون أى وجود للجهات الأمنية.
كان الأمر محفوفًا بالمخاطر، فأغلب الوجوه الموجودة فى هذه الأفراح معروفة ، لكن الدخول لا يكتمل إلا بإذن المنظم أو «الكبير»، وهو الذى يملك الكشكول المدونة داخله أسماء كل شخص مقابل ما له وما عليه من أموال ، وبـ«كوشة» خالية احتلها الأطفال بدلاً من «العريس والعروسة»، حرص منظمو الفرح على وجودها كى لا يلفتوا الانتباه إلى زيف الفرح، دالًا على هدفه الحقيقى الذى يعتمد على «النقطة»، أى المبالغ المالية التى يدفعها مرتادو الفرح كمجاملة لـ«العريس والعروسة»
كانت أعمدة الفرح منصوبة على مساحة كبيرة من الشارع ، تتراص بطولها الموائد والطاولات مع الزينة والأضواء الملونة، وعلى سطحها جميع أنواع «المكسرات»، والتى ما لبثت أن امتلأت بكل أنواع المواد المخدرة، مع بدء ارتفاع أصوات الفرقة الموسيقية، وصوت مطربها الذى ينقطع فى أى وقت بتدخل النبطشى تحية للقادمين الجديدين، كإشارة خفية إليهم بضرورة صعودهم على المنصة لرد ما عليهم، أو كما يقال «النقطة»، وهى المرحلة التى يسبقها توجههم إلى طاولة منظم الفرح لتدوين ما سيقومون بدفعه مسبقًا
إذا كنت من مدمنى المخدرات ولم تجد فى جيبك ما يكفى لشراء جرعة الكيف اليومية، وإذا كنت من مهاويس اللحم الأبيض الرخيص، وتأمل فى قضاء ليلة حمراء مجانية، وإذا كنت ممن يحلمون بمشاهدة أكبر تجمع لمشاهير البلطجة والمسجلين خطر.. الأمر بسيط وسهل لكل أصحاب الأمزجة المختلفة.. فقط ابحث عن الأفراح الشعبية.
سرادق كبير وسط الطريق يحمل بين حناياه كل أنواع الفساد والإجرام التى تدوم لساعات متأخرة من الليل.. أضواء مبهرة وأفرع زينة تمتد بطول عشرات الأمتار وصولا إلى مقر الفرح.. خلية نحل لا تهدأ.. رجال يستقبلون الضيوف، وآخرون يرحبون بهم ويصحبونهم لموائدهم، التى تستقبلهم بكل أنواع المخدرات والخمور، معظم المعازيم من المسجلين والبلطجية، يدخلون الحفل شاهرين أسلحتهم النارية، يطلقون الرصاص بشكل هستيرى – واجب المضيف – الرؤية داخل السرادق ضبابية نتيجة سحب الدخان الأزرق الكثيف المتصاعدة.. إذا كنت من الضيوف المحظوظين أو المهمين، ستجد مكانا مميزا تحت المسرح مباشرة، يوفر لك زاوية رؤية تمكنك من الاستمتاع بالنظر إلى راقصة عارية تحمل أطنان من اللحم تهتز بشكل مبتزل لإغراء الضيوف.
أبناء المناطق الشعبية والأقاليم لن يندهشوا مما يقرأوا، لأنهم بالتأكيد يتعايشون معه بشكل يومى، أما قاطنى المدن والمناطق الراقية، فسيشعرون أنهم يشاهدوا مشهد درامى فى أحد الأفلام، ولهم العذر فى ذلك، فأنا شخصيا ما كنت لأصدق هذا الوصف لولا أن الصدفة دفعتنى لمعايشته على أرض الواقع.
بعد دقائق من دخولى هذا الماخور المسمى زعما بالفرح، تزاحمت فى رأسى تساؤلات عديدة، كيف استطاع القائمون على تنظيم هذا العرس، قطع الطريق وتشييد مثل هذا السرادق فى وسط الطريق دون أى رقابة من الأجهزة المحلية، وهل هناك تصريح يسمح لأى مواطن بقطع طرق المارة وشلل حركة الطريق، وهل هناك تصريح يسمح بتعليق مكبرات صوت تدوى بطلاسم وعويل ونواح حتى سطوع ضوء النهار، تؤرق مضاجع المرضى والطلبة والسكان الذين لا ذنب لهم ولا جنيه.
رائحة مخدر البانجو تملأ المكان، مختلطة بدخان الحشيش المتصاعد من بعض المقاعد الملتفة في دوائر صغيرة وسط الشارع. زجاجات البيرة منتشرة بين أيدي الجالسين او فوق الكراسي في منتصف تلك الدوائر. بأنصاف آذانهم يستمع الجالسون الى حديث زملاء الجلسة، وبأنصاف آذانهم الأخرى يستمعون الى ما يدور على المسرح الخشبي من غناء او تحيات توجه لاهل العريس والعروسة او للمعازيم، منطلقة من مكبرات الصوت المنتشرة في غير مكان.
رجال يجلسون في معظمهم حفاة الأقدام. يشربون البيرة ويرمون أعقاب السجائر أرضاً، فيما الشباب ينظرون والرغبة تتدلى من أعناقهم الى الراقصات، ويستمر صدى الاسماء متردداً في المكان.
أفراحا شعبية تحتاج مداهمة أمنية وتستدعي الحبس لكل من يحضرها حيث تنتشر المخدرات بشكل مرعب وأمام الجميع “على عينك يا تاجر” ما يعرض سكان المنطقة ونساءها لممارسات غير مسئولة من الشباب السكران، ناهيك عن الإشارات والألفاظ الخارجة والتحرشات التي تحدث بين البنات والشباب
أن تكلفة الفرح الشعبي تفوق تكاليف أفراح النوادي بمراحل، وأن أفراح المعلمين والتجار يأتي إليها الآلاف من المجاملين لرد الدين “النقطة” وأن هذه الأعداد الكبيرة لن تستوعبها أكبر القاعات فضلا عن أن الذوق يختلف معلقا بتهكم “إحنا ولاد بلد مش رجالة نص كم أكلها بالشوكة والسكينة، بنرقص بالعصا على المزمار البلدي والطبلة،
يعبّر النبطشي عن الحاضرين ويتكلم لغتهم المتداولة، وكل ما يقوله يكون على سبيل التحفيز لتقديم “النقوط” والحصول على المزيد منها. وهو يعزف على وتر حساس، مثيراً رغبة المعازيم في إقامة “شو”، يطلق بينهم حالاً من المنافسة مستغلاً رغبتهم في العرض. كما أنه لا يحط من قدر أحد أبداً مهما كانت هيئته، كي لا يخسره. فالنبطشي “فهلوي” قادر على مخاطبة كل شخص للتأكيد على مكانته الاجتماعية والمادية. وكلما ردد إسماً في مكبر الصوت، شعر هذا المعزوم صاحب الإسم بعلو مكانته الاجتماعية بين الحضور. الجمل التي يرددها النبطشى تعتمد في معظمها على التناقل الشفهي، ودائما تكون مزيجاً من جمل قديمة ورثها، وجمل حديثة قام بتأليفها. وهو يسعى دائما لتطوير نفسه وتأليف صيغ وعبارات جديدة ليظل محتفظاً بأهميته في الأفراح الشعبية.
المتضررون من الجيران ضجوا من الشكوى بلا مجيب، حالة من الاستياء والغضب لما يحدث في “أوكار” الأفراح الشعبية ، شئيا مؤسفا لا يقبله عقل أو دين ومع هذا يحدث كل يوم، دون رادع من الحكومة ناهيك عن استنزاف الكهرباء بتعليق الكهارب من قبل موعد الفرح بأيام، فضلا عن صوت المكبر والدى جيه،الذي يقلب رؤوس الجيران حتى منتصف الفجر.
ومن غرائب الدنيا أن تجد في نهاية الشارع الذي يشهد فرح كبير، مأتم وحالة عزاء لآخرين من سكان الشارع نفسه،وبسؤالنا أهل المتوفي عن سر هذا التناقض، تبين أن أصحاب الفرح ” استأذنوا” والاستئذان يعفي صاحبه من العيبة.
**السيدة إيمان أبو النور تروى كيف تعرضت للسب والضرب وتكسير شقتها، من قبل أصحاب الفرح من الجيران، حينما قررت أن تشتكي وأبلغت الشرطة عن الفرح المشبوه الذي كان بمثابة فيلم بورنو متنقل على حد وصفها، دام لساعات وساعات وتضيف:ورغم ما حدث لم يزعجني وقتها سوي كلمة أمين الشرطة الذي وقف في صف أصحاب الفرح وقال لي “فرح بقا وعقبال عندك ومفيش داعي لمحاضر الجار للجار” وكأنى لما اشتكيت وضع غلط أصبحت جارة من الكفار.
** أما مروة فكانت تجربتها مأساة لا تنسى -على حد قولها- حيث إن حظها العاثر وضع امتحان الفيزياء للثانوية العامة مع توقيت فرح ابن الجيران نفسه، الذي بدأ في السابعة مساء ولم ينتهى إلا وهى ترتدى ملابسها للنزول للامتحان وتقول ” قضيت ليلة من أسود أيام عمرى ودخلت في حالة انهيار وبكاء هيستيري،إحساس مرعب بأنى مش فاكره ولا حرف من المنهج، ضغط نفسى وعصبي كانت نتيجته الطبيعية إنى نجحت بالعافية في الفيزياء
رغم إنى والله العظيم كنت شاطرة جدا فيها معلقة “الله يسامحهم بقا”.
بملابس خادشة للحياء تصعد الراقصات إلى المنصة وسط الشارع ووسط عشرات ممن ذهبت عقولهم مع ما تناولوه من المواد المخدرة، لتبدأ وصلة من الهرج والمرج فى المكان، لا يتحكم فيها أحد، حيث لا يراقب منظم الفرح سوى حقيبة الأموال التى كان يضع حولها كلاب حراسة لمنع أى شخص من الاقتراب.
بينما يتوزع على الفرح بائعو الترمس واللب والسودانى، فضلًا على متعهد الخمور الذى يقوم بتوزيعها على الطاولات، والذين يبقى وجودهم أيضًا مشروطًا بتقاسم نسبة الأرباح مع المنظم.
ومع قرب انتهاء الفرح يتجه الحضور للانسحاب رويدًا رويدًا بعدما أدوا المطلوب، وسددوا الدين، وتبدو الطاولات الخالية أشبه بأرض معركة تبارى أعضاؤها فى استخدام كل أنواع الكيف قبل أن تتثاقل أدمغتهم، ويقرروا الرحيل متكئين كل على الآخر، وقبل الفجر كان قد أشار المنظم لمحمود بختام فقرته، ولم ينس أن أشار لعامليه الاستعداد للفرح القادم، والذى لم يكن قد حدد موعده بعد.
ظواهر مؤسفة تشهدها الأفراح الشعبية في الكثير من المدن والقري
فى البحيرة
الأفراح الشعبية بالبحيرة شكل تان. حيث تنتشر قاعات الأفراح الخاصة وقاعات الأندية بل والمساحات الشاسعة بالقري مثل الأجران.. والكل يتنافس لإقامة ليلة العمر للعرائس والعرسان وتحيي تلك الليالي فرق مختلفة منها الشبابية ومنها العوالم وكذلك الزفاف مع فرق المزمار البلدي وأيضاً رقص الخيول. ظاهرة منتشرة وتضم الأهل والأصدقاء ولكن التمادي في التعبير عن الفرحة عن طريق إطلاق الأعيرة النارية كثيراً ما يقع فيها مشاكل تصل إلي وقوع حوادث مشينة.. ونطالب بوقف تلك الظاهرة.
فى القليوبية
حالة من الانفلات تظهر دائما في الافراح الشعبية بالقليوبية ففيها يتم تداول الخمور والمخدرات وتطلق الالعاب النارية والشماريخ وتستخدم فيها الاسلحة النارية ويرقص الشباب علي أنغام الدي جي بالمطاوي والسنج. الافراح الشعبية انتشرت في الشوارع والحارات سواء بالقري أو المدن وأصبحت عائقا للطريق العام.. كما ان اصحابها لايراعون وجود شخص مريض يلتمس الراحة أو طلبة يطلبون الهدوء للاستذكار.. فكل همهم اقامة الفرح ولو علي حساب راحة الاخرين.
فى الاسكندرية
أفراح الإسكندرية.. تقوم علي التفاخر والمظاهر المستفزة ولكن لكل منطقة وطبقة اجتماعية اسلوبها الغريب المخالف لطبيعة المواطن السكندري. اختلفت طرق الاحتفال بالمناطق الشعبية خاصة الإسكندرية وأصبحت جميعها خارج نطاق القانون والسيطرة ضمن منطقة العجمي حتي حدود محافظة مطروح يعتمد الاحتفال بأي عرس علي قدرة أسرة العروسين علي إحضار السلاح وأنواعه وكلما كان السلاح حديثا والذخيرة وفيرة يظل إطلاق النيران طوال الليل بصورة مستفزة للجميع علي مسمع آذان الشرطة وبالطبع فمن الصعوبة دخول أي قوات للأمن في أفراح القبائل العربية أو العائلات الكبري.. وتقوم أسرة العروسين بوضع طاولة كبيرة يضع عليها أفراد الأسرة سلاحهم للاستعراض من مسدسات وبنادق آلية ورشاش وغيرها حتي الضيوف يحضرون سلاحهم ويحرصون علي وضعه أمامهم للاستعراض وتحية العروسين والأكثر شهرة وثراء هو من لديه القدرة علي استخدام أكبر قدر من الذخيرة طوال الليل ليتحول العرس إلي ما يشبه الحرب الأهلية.
فى قنا
سحابة كثيفة من الدخان في سرادقات الافراح نتيجة للكميات الكبيرة من السجائر والشيشة والمخدرات من جميع الانواع سواء الافيون والحشيش أو البانجو وحتي الاقراص المخدرة التي اصبح تناولها في الافراح شيئا اساسيا مثل المشروبات الغازية يجب ان يقوم به اصحاب الفرح واقاربهم واصدقاؤهم حيث يقدمون المخدرات للمعازيم مجانا كنوع من الكرم واصبح الجميع يتنافس.
لم يعد غريبا في كثير من قري محافظة قنا ان يتحول غناء وزغاريد النساء إلي صراخ وبكاء ونواح أو يصبح سرادق الفرح سرادقا للعزاء ويتحول المدعوون لحفل الزفاف إلي معزين في مأتم والسبب معتاد ويتكرر كثيرا.. انها فقط طلقة طائشة اصابت العريس أو أحد اقاربه أو حتي أحد المدعوين وفي كل الاحوال تنطفئ الانوار وتخلع الزينات وتفتح الدواوين لتلقي العزاء.
فى أسوان
الاحياء الشعبية التي تضم اعدادا كبيرة من ليس لهم صلة قرابة تربطهم بعضهم بعضا ونجد معظم افراحهم لاتكتمل علي خير دائما لانهم يعتبروا الأفراح لاتكتمل الا بتعاطي المخدرات والمسكرات ويعتبرونها من التقاليد الاساسية ومن لايقدم المخدرات والمسكرات يتعرض لانتقادات شديدة والغريب دائما هذه الافراح لا تنتهي علي خير تنتهي بمشاكل واصابات وهناك مناطق معروفة للجميع ويقوم اصحاب العريس بأدخاله علي العروسة في حالة تخدير أو سكر!!
فى الدقهلية
هناك الكثيرين ممن يفضلون إقامة أفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية في أماكن مفتوحة خاصة بالقري ويطلقون عليه مصطلح أفراح “الحظ” ويدعي إليها الأصدقاء والأحبة من كل صوب وناحية من أجل المشاركة وتقديم النقوط بينما يجد البعض فيها وسيلة للترفيه من خلال تدخين البانجو والحشيش وشرب البيرة وليس هناك مانع من أن يستغلها البعض لإشعال المشاجرات العنيفة والدموية للأخذ بالثأر القديم وما شابه ذلك. أحد متعهدي تنظيم مثل هذه الأفراح ـ الذي رفض ذكر اسمه ـ أشار إلي أن موسم الصيف يشهد رواجاً ملحوظاً لتنظيم حفلات الحظ بالحجز مبكراً حتي يتمكن من توجيه الدعوة إلي كل الأصدقاء وتشهد القري رواجاً أعلي من المدن بعد انتهاء موسم الحصاد مباشرة حيث تتصدر قري مراكز المنزلة والمطرية والسنبلاوين المقدمة وتأتي مدينة نبروه في صدارة المدن من حيث عدد الحفلات ومستوي النقوط الذي يتحصل عليه صاحب الحفل
فى الشرقية
تنتشر الأفراح الشعبية بجميع مدن ومراكز محافظة الشرقية وتشهد معظمها حالة من الانفلات حيث يتم تناول البيرة والمخدرات إلي جانب المعاكسات وإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة أغلبها غير مرخصة أحياناً مما تؤدي إلي سقوط متوفين ومصابين من أعيرة طائشة.
فى سوهاج
اطلاق الاعيرة النارية في الافراح الشعبية بمحافظة سوهاج ظاهرة مؤسفة يعاني منها االجميع. ويزداد الوضع خطورة مع وجود مظاهر اخري بالافراح. وان كانت قليلة بمدن وقري المحافظة مثل تعاطي المخدرات غير انه موجود. إلا ان إطلاق الاعيرة النارية والمخدرات مظاهر للفساد. يحذر منها المعنيون في وجود خطورة علي ارواح الناس الأبرياء جراء الرصاص المتواصل في الافراح. فكم من فرح تحول لمأتم جراء الاعيرة النارية. بينما تعاطي المخدرات بالافراح مظاهر للفساد السلوكي والاخلاقي..
فى المنوفية
من أبرز التقاليد غير المرغوب فيها بأفراح المنوفية الإسراف في الأنوار. والزينات. والأطعمة والمشروبات. وشرب الخمور والمخدرات. وإطلاق الأعيرة النارية بحجة التعبير عن الفرحة وابتهاجاً بالعرس. والتحرش بالفتيات. والمشاجرات العنيفة. ووجود راقصات ، أن الأفراح. خاصة بالقري تشهد سلوكيات خاطئة منها تعاطي المخدرات. وإطلاق الأعيرة النارية. والتي قد تسفر عن إزهاق الأرواح. وايضا عدم احترام الصغير للكبير. وبالتالي أزاحت السلبية القيم الإيجابية واستبدلت بالشهامة والانانية والأنامالية
** السؤال الذى احترت فى الوصول لإجابته، كيف وصلت هذه الكميات من المخدرات المتنوعة، والتى يتم توزيعها بشكل مجانى على معازيم الفرح، خاصة وأن هذا النوع من الأفراح يتم التجهيز له عدة أيام، ويكون لدى الجهات الأمنية المسئولة عن المنطقة المقام فيها الفرح، معلومات كافيه عنه وعن أصحابه وعن نوعية المعازيم والضيوف.
** أين أجهزة ورجال الداخلية من ترسانة الأسلحة التى يتم إشهارها علنا، بصحبة معازيم وأصحاب الفرح، وإذا افترضنا على غير الحقيقة جهل رجال الشرطة بوجود تلك الأسلحة، فماذا عن أصوات الأعيرة النارية التى لا تتوقف طوال الليل فترهب السكان والمارة الآمنين.
** الأهم والأهم، فقرة الرقص الإباحى التى يؤديها عشرات الراقصات العاريات، يتمايلن على المسرح العريض، لمراودة الحضور المساطيل بإيحاءات وإيماءات جنسية مبتذلة، طمعا فى تحفيزهم على إخراج ما فى جيوبهم، و”تسخين النقطة”، من المسؤول عن السماح بوصولهم إلى ذلك الملهى الليلى الذى تم بنائه فى 24 ساعة، لممارسة كل أنواع الفجور والرذيلة وسط الطريق والأسر الطيبة.
** السؤال أكثر أهمية، السرداق تم بنائه على قارعة الطريق دون رقابة من جانب الأجهزة المحلية المسئولة، ومكبرات الصوت تدوى دون رادع، والمسجلين والبلطجية استمتعوا بقضاء ليلة من ليالى العمر وفق معايير حياتهم المهترئة، وبائعات الهوى تقاضوا مقابل مجهودهم، هنا السؤال: من يوفر الحماية لأبناء المنطقة وسكانها الآمنين من تعديات وبلطجة رواد الفرح المساطيل والمحششين، الذين لا يردعهم رادع ولا مكان للعيب داخلهم؟!.
** فيما طالبت دكتورة زينب شاهين أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، باستصدار قانون يمنع ويجرم الأفراح الشعبية وأن يتم تفعيله في ظل وجود عقوبة مغلظة لمن يخالف التطبيق، وألا يكون مجرد حبر على ورق،لأن ما يحدث من سلوكيات خاطئة يعتبر انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان وتعدي على حريته، مؤكدة بأنه لا مجال للحديث عن أن الأفراح الشعبية حرية شخصية، لأن حريتي تنتهي عندما تبدأ حريات وحقوق الآخرين الذين قد يكونوا مرضي أو طلبة أو كبار في السن أو حتى مكلومين
** يقول: الشيخ عوض هدل شيخ قبيلة مطلوب من كل مشايخ القبائل في المناطق الشعبية فرض عقوبات صارمة علي اصحاب الافراح التي تتعاطي فيها المخدرات والخمور لان نهاية هذه الافراح التي تتناول فيها هذه المشروبات تنتهي بمأساة دائما وتربي الاطفال الصغار علي سلوكيات غير سوية وخارجة عن تعليمات الدين الاسلامي ولانحمل الجهات الامنية كل شئ صغير وكبير وهذه الامور من أولياء الامور والعقلاء ورجال الدين.
** اشار: الدكتور امجد وحيد- خبير في علم النفس الاجتماعي بأن ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات في الافراح ظاهرة دخيلة علي المجتمع المصري والاسواني وهذه الظاهرة انتقلت إلي مجتمعنا من الاحياء الراقية والتي كانت من البروتوكول الشمبانيا والوسكي ونحن نحب التقليد في كل شئ وانقلت إلي الاحياء الشعبية الفقيرة ولكن نوع جديد وهو المخدرات حتي اصبح من ضمن العادات والتقاليد وصاحب الفرح قبل ان يفكر في المراسم الاساسية للفرح يفكر أولا في كيفية ارضاء المدعويين وتوفير كل احتياجتهم من مكيفات ومخدرات حتي لايتعرض صاحب الفرح للنقد في المنطقة.
** الدكتور مهدي القصاص ـ أستاذ علم الاجتماع بآداب المنصورة عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببورسعيد ـ يري أن إقامة مثل هذه الأفراح بهذا الشكل هو نوع من أنواع المظاهر الاجتماعية لدي البعض بداخل المنطقة الجغرافية التي يقيم فيها وبالتالي فإنهم يستغلون فترة ما بعد الحصاد لإقامة السرادقات الواسعة في أطراف القري حيث يمارس كل شخص رغبته ومتعته بالطريقة التي تجلب له سعادته باعتبارها نوعاً من الترويج والفرفشة.
في النهاية يطالب الدكتور القصاص بضرورة تفعيل دور مراكز الشباب وقصور الثقافة بمسارحها من أجل تقديم خدمة ترفيهية وثقافية واجتماعية لشباب المدن والقري كي لا يكونوا فريسة للممارسات الخاطئة نتيجة لبعض العادات والتقاليد التي لم تعد تتماشي مع طبيعة العصر.
** يقول الشيخ صبري عبادة ـ مستشار وزير الأوقاف ـ الإسلام ليس ضد الأفراح ولا التمتع بزينة الدنيا بنص قول ربنا الكريم “قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق” صدق الله العظيم ولكن وضع الإسلام ضوابط للفرح أولها عدم التبزير وألا يكون هناك محرم وعليه أن ما يحدث من مخالفات شرعية وسلوكية وأخلاقية في الأفراح من اختلاط النساء بالرجال بصورة غير لائقة وشرب المخدرات والأشياء المحرمة وإطلاق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية مخالفين للقانون وأن يكون سبباً في إزهاق الأرواح .
** وتقول د. علا الزيات – استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية إن السلوكيات المرفوضة في الأفراح الشعبية تعد جريمة اجتماعية ومخالفة قانونية يجب ألا يصمت عليها المسئولون ولا المجتمع. وتحتاج إلي تكاتف الجميع لمواجهتها.
**هذا الموضوع يحمل فى ثناياه بلاغ رسمى لوزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار وجميع الاجهزة الامنية، الذين يستطيعوا تحقيق رقم قياسى من الضبطيات إذا ما كلفوا أنفسهم مشقة مداهمة هذا الوكر، والقبض على المسجلين والبلطجية وتحريز كميات المخدرات والأسلحة النارية المنتشرة داخل جنبات هذا السرادق.