أوعى تضيع عمرك … بقلم/ اشرف عبوده     

أوعى تضيع عمرك

     بقلم/ اشرف عبوده     

أوعى تضيع عمرك على حاجات هي في الآخر مش ملكك ، معاك ورق ملكية لكل حاجة عندك ، صح ؟ شقتك ، ارض ، عربيتك ، حسابك في البنك ، و غيره و غيره .. الملك لله والملك هو الله، والملكوت من صنعه وله حكمة فى خلقه، أما نحن بنى آدم، نأتى الدنيا ونخرج منها صفر اليدين، يسمح لنا الخالق بحق الانتفاع لفترة قصيرة محددة من الأزل، وهى فترة اختبار يمنحنا الله خلالها الإختيار، ويضعنا فى المكانة اللائقة بأفعالنا، ولكل منا دور فى هذا الملكوت الذى صنعه الله من أجلنا.. فهل ندرك ما هو المطلوب منا خلال تلك الفترة التى  تسمى عمر الإنسان؟!

الغريب أننا بنتخانق.. ونكره.. ويمكن نخسر بعض على أشياء ربنا مسلفها لنا نقضى فيها كام ساعة أو يوم أو كام سنة فقط. لا توجد ملكية حقيقية فى الدنيا، كلهم مجرد ملكية وهمية.

لا تتخانق ولا تضيع وقتك على أشياء تتحل ببعض التفاهم. اخسر فلوس ولا تخسر راحة بالك،،، ولا تضيع عمرك على أشياء هى فى الآخر ليست ملكك.. فرح من حولك، افتكر إن كتير من الذى اشتريته، يااما نسيت إنه عندك، أو تلف وعت وباظ من الركنة

دور الآباء والأمهات والمعلمين والمربين، دورنا جميعا مع الأجيال المتتالية، علينا أن نعلمهم قيمة العلم والعمل وأهميتهما، بعد أن فقد الكثيرون الاهتمام بهما لتسيد بعض الجهلاء على العلماء!..وانتشارهم من خلال المنابر الإعلامية، والتربح السريع من توافه الاعمال!.. لذلك كثيرا ما نتناسى الحكمة من وجودنا، ونسعى فى الدنيا ونغترب عن أهلنا، ونجوب البلاد للحصول على أكبر عائد مادى!..ولماذا ؟ حتى نتمكن من إمتلاك الأشياء!..نهدر الكثير من أعمارنا فى السعى والادخار كى نستطيع أن نمتلك بيتا، ونسعى وندخر كى نغير البيت بأكبر أو أحدث أو أرقى، ونسعى لنمتلك العديد من الأشياء!..فهل نمتلك حقا أم نخدع أنفسنا حتى تنتهى المهلة ونترك ما خيل لنا أنها أملاكنا!..ننسى أو نتناسى أننا لم ولن نمتلك! لأن كل ما حولنا ليس لنا به إلا حق الانتفاع!  لأن الملك لمالك الملك فقط، نحن زائرون وضيوف على هذه الدنيا، وفكرة الامتلاك التى نضيع سنوات عمرنا فيها وعليها فكرة خادعة، تسرق العمر ولا تضيف شيئا.

المطلوب باختصار أن نؤثر فى هذا الكون ونترك أثرا ينتفع به غيرنا، سواء كان هذا الأثر علما ينتفع به ويتداوله البشر على مر  الزمان، أو أثرا إبداعيا يشهد لصاحبه، أو غرس شجرة تنتفع بها مخلوقات الله، أو حفر بئر مياه، أو التفوه بالكلمات الطيبة التى تصلح المجتمع وتجبر الخواطر.. أو ولدا صالحا يفيد مجتمعه، فيصبح والداه سيرة حسنة وقدوة لغيرهما وإن تركا الحياة، فهل استطعنا أن نفهم هذا الدور المطلوب؟ وهل أدركنا هذه الرسالة السامية التى يضعها الإنسان فى صندوق الدنيا؟! وهل علمنا أولادنا أهمية العلم المثمر!.. وأوصلنا إلى مداركهم أن المال ليس له أهمية أو قيمة أمام العمل الصالح، أى أن إجادة العمل بغرض النفع وليس الحصول على أجر، وبهذه الإجادة فى العمل سيأتى المال رغما عنه دون السعى إليه!..هذا هو ما يجب أن يكون دستور حياة، ويجب أن تتوارثه الأجيال، ونقل هذا الإرث.

 

 

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *