لا زواج بلا وفاق بقلم / لميس الحو

لا زواج بلا وفاق

بقلم / لميس الحو

 

 

الوفاق له مترادفات ومعانى كثيرة جداً ، منها الأتفاق – الأتسجام – التقارب- التفاهم- التآلف – التعاون – المصالحة- – المسالمة- الملائمة.
لك ان تتخيل عزيزى القارىء ، اذا ما توافرت كل هذه الصفات والمعانى بين زوجين، فكيف يكون الزواج، وكيف تكون الحياة الزوجية .
بالطبع سيكون زواج ناجح جداً ، وتتسم الحياة الزوجية بالاستقرار، الا انه ضرب من الخيال ان تتوافر كل هذه الصفات فى زيجة واحدة، تصبوا إلى المثالية، أو إلى حد التطابق فى هذه المعانى، ولكن وجود الكثير منها يصنع حياة زوجية سعيدة ومشاركة ناجحة واستقرار نفسى واجتماعي ، اما وجود القليل فلا بأس به يٌوجد نوعاً من المهادنة والاستمرارية، ونوعاً ايضاً من التعود والاعتياد ومسايرة الحياة، اما اذا انعدمت بين الطرفين، فيحدث الصدام، وتسقط الحياة الزوجية فى بئر الفشل الزريع ، إلى أن تتلاشى، وتنتهى بانفصال الطرفين عن بعضهما البعض ، وقبل الانفصال يعانى الزوجين مرارة العيش والمحاولات المتكررة للاستمرار دون جدوى ، غالباً ما تأتى المحاولات من جانب الزوجة لانها هى الأكثر حرصاً على استمرار الحياة الزوجية من اجل ابنائها من اجل كيانها، من اجل رجل اعطته كل حياتها، ويصعب عليها استبداله او التخلى عن حياتها بسهولة ، اما الرجل فيمتلك حرية اتخاذ القرار ، إما بالتوقف او بالاستمرار ، فإذا احتدم الامر وقرر التوقف ، فإنه بذلك يجنى على زوجة لا ذنب لها سوى انه اختارها رغما عنه او بإرادته دون توافق، وتشريد ابناء لا ذنب لهم سوى إختيارات ابائهم وامهاتهم الخاطئة ، وما يترتب على ذلك من احاسيس نابعة من كل منهما تجاه الاخر بالنفور والبرود والغربة والوصول إلى ما يسمى بالخرص الزوجى بينهما ، لا إلتقاء فى شىء ولا تفاهم على اى شىء، وسلوكيات منفرة تجاه بعضهما البعض ، يجعل الزوجة تشعر بالأهمال والتبلد العاطفي من جانب الزوج ، مما يجعلها تنفر منه وتبتعد عنه ، وقد يعرضها ذلك لمشاكل نفسية عنيفة وقد تقع فى بئر الحرمان فريسة لاحد الذئاب البشرية ، ويجعل الزوج يعزف عن الحياة الزوجية ويهرب من قفص الزوحية وليس المقصود هنا حبس الحرية ولكن المسؤلية والولاية الاسرية ، ليحلق فى سماء امرأة أخرى ليجد فيها ما لم يجده فى زوجته ليقع فريسة فى براثنها ، أو ان يكون هو بدافع احتياجه القناص الذى يصطاد الفريسة لتكون ضحيته انتقاماً من زوجته ، وتستمر المهزلة الزوجية ، إلى أن ينقطع حبل الموده والرحمة بينهما وتنتهي الحياة الزوحية، وف الحقيقة هما الأثنان ضحية لسوء اختيارهما لبعضهما البعض وعدم وجود توافق من البداية
التوافق وتقبل كل من الزوجين للأخر هام جدا لإقامة حياة زوجية ناجحة وبناء اسرة سعيدة.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *