على خطى الحبيب
بقلم / لميس الحو
لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة ، فى جميع أمور حياتنا، فمن سار على نهجه ومنهاجه وأتبع سنته ، كان الله كافيه وهاديه ورازقه، بسم الله الرحمن الرحيم ” لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر ” .
ومن هذا المنطلق سنعرض لبعض من مكارم اخلاق النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأمور الحياتيه والدنيويه ، ونبين بعض جوانب القدوة التى يجب ان نتمسك بها ونسير عليها حتى نلقاه فى اخر المطاف عند الحوض ونجاوره فى الفردوس الأعلى بفضل الله ومنته علينا .
فتعالوا بنا نسير على خطى الحبيب وما اطيب المسير.
الرسول اباً حنوناً وحكيماً ونستشهد بذلك من قصة زواج ابنته فاطمه رضى الله عنها من على ابن ابى طالب ، عندما تقدم لخطبتها وهو لا يمتلك مهرها ، فقال له الرسول الكريم هل عندك شىء تستحلها به فقال لا قال له رسول الله بل عندك الدرع الذى اعطيته اياك بعه وهذا هو صداق فاطمه ، فاخذه النبى من على واشترى به لابنته عطور وحلى وثياب ليرى الفرحة فى عينيها ، ليعلمنا ان هذه الأمور هامه وان لم تكن كذلك لما فعلها لكى يدخل عليها السعادة والسرور.
الرسول جداً عظيماً ورحيماً ، فقد كان عليه افضل الصلاة والسلام يحمل احفاده حتى فى صلاته فإذا سجد وضعهم على الارض واذا قام حملهم كما كان يفعل مع حفيدته أُمامة بنت زينب رضى الله عنها واحفاده الحسن والحسين وكان يصبر على ايذائهم ويبكى لبكائهم ولمرضهم.
الرسول زوجاً صالحاً محباً ، فكان يدلل زوجاته ويعاملهن برفق ورحمه، وكان يساعدهن فى أعمال المنزل ، ويأخذ المشورة منهن فى بعض الامور، وكان يمارس الرياضه معهن، فذكر انه كان يسابق السيدة عائشة ويلعب معها ، وكان عادلاً معهن فإذا ابتسم فى وجه واحده يبتسم فى وجه الاخريات، كان عليه صبر عليهن حتى فى غضبه، وكان يلتمس لهن الاعذار ويستمع لشكواهن ويخفف من احزانهن ويعدل بينهن فى كل شىء. كان رسولنا الكريم ايقونة الحب النورانى .
الرسول صديقاً مخلصاً وخلاً وفياً ، كان يقدر الصحبة الحسنة، فعندما أمره الله بالهجره من مكة إلى المدينة، ذهب إلى صديقه ابى بكر وقال له الله امرنى بالهجرة فقال له ابا بكر الصحبه يارسول الله فرد عليه الرسول الصحبه يا ابى بكر
نبينا الكريم هو خليل الرحمن ومع ذلك احتاج الصاحب فى الطريق.
ومن خصاله الشريفة ايضاً الرحمة والإحسان والشفقة ، فقد كان يحسن إلى العبيد والخدم ولا يستهزئ بهم بل يقوم باطعامهم والباسهم من نفس طعام ولباس اهل البيت.
كان رسولنا الكريم ودوداً فى طبعه، عطوفا ً فى تصرفاته ، تجلت فيه صفات الاستقامه ودماثة الخلق، وكان حريصاً على ان يراه الناس فى ابهى وافضل صوره.
كان طويل الصمت قليل الكلام لا يتحدث الا فيما يرجو ثوابه وأذا تكلم افتتح حديثه وانهاه بذكر الله .
كان عليه افضل الصلاة واذكى السلام صادقاً فى جميع اقواله وافعاله ومعاملاته مع الناس اجمعين، وكان متواضعا يجيب دعوة الفقير والغنى والضعيف والقوى وكان يجلس على الارض والحصير ويأكل من اكلهم ويشرب من شرابهم .
كان الرسول قدوتنا فى الصبر، فقد صبر على بلاء قريش وايذائهم له بشتى الطرق وكان من بينهم عمر بن الخطاب، صبر عليه حتى أعلن اسلامه وكان يقول اللهم اعز الاسلام بعمربن الخطاب.
احترام سيدنا النبى لذوى الهمم، ويروى فى ذلك أن امرأة كان معروف عنها عدم الاتزان فكلما كانت ترى الرسول تقول له اريد التحدث معك فكان عليه الصلاة والسلام يجلس معاها ويسمعهاولا ينصرف حتى تقضى حاجتها منه وتنهى حديثها معه.
وتوج رسولنا الكريم خصاله بحسن العبادة والتقرب إلى الله رغم انه الحبيب والقريب والخل، الا انه كان لا يتوانى فى عبادته قط ، حتى ذكر ان السيدة عائشة رضى الله عنها قالت له يا رسول الله ( أو لم يغفر الله لك ما تقدر من ذنبك وما تأخر ) قال لها ( يا عائش أفلا اكون عبداً شكوراً ) وشكر العبد لله فى صلاته، وخاصة صلاة الليل فمن لزمها دون ذنب عوف فى بدنه وانشرح فى صدره.
كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة واعظم معلم على مر العصور.
بسم الله الرحمن الرحيم ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” صدق الله العظيم .