Anbaa Aldelta انباء الدلتا
الفارس النبيل
بقلم / لميس الحو
لكل امرأة ناجحة قوية فارس نبيل ، يختلف تماماً عن فارس الأحلام لكل فتاة صغيرة حالمة، فالمرأة صاحبة الشخصية القويةوالانوثة المستترة لاتقبل الا برجل قوى، يمتلك وعى ونضج اكبر منها ليحتويها، يمتلك من معانى الرجولة ما يجعلها تخضع له بقوتها وانوثتها، ليس ضعفاً ولكن سكن واطمأنان وأمان.
فمهما كانت المرأة قوية صاحبة منطق صلب وقناعات صارمة ، ومهما كانت تُجيد رسم الخطوط الحمراء ، وتُجبر الجميع على احترام قوانينها، وتعرف كيف تصفع من يتسلل ليتخطى خلسة حدود هيبتها ، ومهما كانت المرأة تحترف اللعب بالكلمات وترسل إشارات مبهمة تثير إعجاب البعض وفضول البعض الاخر ، ومهما كانت المرأة تعرف قدرها جيداً وتثق فى مقدار ذكائها، وتعلم انها جديرة بكل احترام قُدم لها من كل من تعامل معاها من الرجال، ومهما كان مقدار ما تحمل على عاتقها من أحلام وطموحات وتحديات تمضى بها بخطى واثقة، غير مبالية لاراء متحجرة وتقاليد بلهاء، تقف حائلاً بين كل انثى تطمح فى حياة مختلفة ، تحلم – تتمرد – تدافع عما تؤمن به، ومهما كانت امرأة مثقفة واعية متفردة لها وجهة نظر مستقلة و كيانها ومنهاجها الخاص فى الحياة تسير عليه بمبادىء وقيم ومثل لا وجود لهم إلا فى عالمها.
رغم كل شىء فثمة رجل واحد ، سيُفسد عليها كل ذلك ، سيهزم منطقها، ويطيح بقناعاتها، ويتخطى كل خطوطها الحمراء ، ويكسر كل قوانينها، ويثير شكوكها وفضولها فى كل عبارة يقولها بقصد او غير قصد ، سيجعلها تتصرف كطفلة صغيرة تتحدث بعفوية وتعبر بتلقائية ، أو كصبية فى عمر العشرين ترقد كفراشة بين حدائق الياسمين ، رجل ستتحول معه كل كلمة لا إلى نعم ، وكل اعتراض إلى قبول ، وكل ربما إلى يقين، رجل يحترم عقلها وفكرها ويعطيها قدرها ، رجل يقف فى ظهرها يشجعها ويدفعها الى الامام والنجاح والتقدم ، رجل يحتويها فى غضبها وثورتها ويُشعرها بأنه الاقوى بحكمته وصبره عليها ، رجل يسموا بها الى اعلى درجات التفاهم والتقارب والاحترام والثقة المتبادله رجل ستتخلى معه عن رداء صلابتها، وتكشف عن رقتها ووهنها ، رجل سيكون لها الملجأ والمأمن والعزة والفخر بكل ما يمتلك من قوة شخصية وجاذبية وعقلانية وثقة وكبرياء وعزة نفس، رجل تكون له طفلته المدلله و يكون لها الاب والأخ والصديق والحبيب والرفيق بكل رحمة ومودة ولطف يمتلك عقلها وقلبها معاً ، هذا الرجل الاسطورة نادر الوجود ، ربما تقابله تلك المرأة وتحظى به ليكون رفيقا لضربها ومكملا لنصفها الأخر إما ان يظل فى احلامها ذلك الفارس النبيل .
