عروسة تطلب فسخ عقد زواجها: “مَرضِيش يرقص في فرحنا”
كتبت – لميس الحو
في يوم مشمس دافئ، كانت “جميلة.ع”، 26 سنة، تزيّن دفتر أحلامها بعبارات ملونة، تتخيل ليلة زفافها، حيث الموسيقى الحالمة، والأنوار المتلألئة، وكل شيء كما تمنّت دائمًا، كانت تعلم أن لكل فتاة حلمًا خاصًا بزفافها، ولكن حلمها كان بسيطًا: رقصة واحدة مع شريك حياتها المستقبلي، رقصة “سلو” تجعل العالم كله يختفي، ويبقى فقط هو وهي.
مرّت الأيام سريعًا، وجاء موعد الزفاف، كانت القاعة تزهو بالألوان، والأصدقاء والأهل يملؤون المكان بالضحكات، “جميلة” كانت ترتدي فستانًا أبيض يشبه الغيوم، وكانت مفعمة بالفرح والتوتر في آن واحد، اقتربت اللحظة التي انتظرتها منذ طفولتها، اللحظة التي ستشاركه فيها الرقصة التي حلمت بها طيلة حياتها.
ولكن عندما طلبت منه أن يرقص معها، نظر إليها بتعبير جامد وقال: “أنا مبعرفش ارقص، دي حاجات مالهاش لازمة”، تجمّدت “جميلة” للحظة، ثم حاولت تدارك الموقف بابتسامة خجولة، قائلة: “دي ليلة العمر، أنا مش طالبة غير رقصة واحدة، بس”، لكنه أصرّ ونفر كلماتها.
كانت تلك الكلمات كافية لتحطم شيئًا في داخلها، لم يكن الأمر مجرد رقصة، كان رمزًا لتقدير بسيط لحلمها، إشارة أنه على استعداد أن يفعل شيئًا صغيرًا لإسعادها، شعرت بأن الموقف أعمق من مجرد رقصة؛ كان عن استجابة وتفهم، عن استعداد لتقديم شيء في سبيل شريك الحياة.
بعد الزفاف، حاولت “جميلة” أن تقنع نفسها بأن الأمر بسيط، وأنها يمكن أن تتجاوز ذلك، لكن مع مرور الأيام، كانت تلك اللحظة تتكرر في ذهنها، وتظهر في تفاصيل حياتهما اليومية، شعرت بأنه لم يفهمها حقًا، ولم يكن مستعدًا أن يكون الشريك الذي يشاركها أحلامها الصغيرة قبل الكبيرة.
وفي لحظة صدق مع نفسها، قررت الزوجة أن تتحدث معه بجدية قالت بهدوء: “أنا طلبت منك حاجة صغيرة، بس اللي حصل يوم الفرح خلاني أفكر… لو مش قادر تحققلي حلم بسيط زي ده”، إزاي ممكن نكمّل حياتنا سوا؟
رغم محاولاته للتبرير، كانت “جميلة” قد اتخذت قرارها، قررت أن تنهي عقد الزواج برفعها دعوى تحمل رقم 1923 لسنة 2023. وما زلت منتظرة حتى الآن.